تضامن الإمارات الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في موقفها إزاء ما صدر مؤخراً عن مجلس الشيوخ الأميركي يعبر عن موقف مبدئي ثابت وأصيل، ينطلق من إدراك كامل لدور وموقع الشقيقة الكبرى عماد بيتنا الخليجي الواحد، وامتداد لرؤية مبكرة لقيادتنا الحكيمة بأن أمن واستقرار المملكة من أمننا واستقرارنا باعتبارنا بلداً واحداً وشعباً واحداً تجمعنا وشائج وروابط القربى والعلاقات المتجذرة في عمق التاريخ والمصالح المشتركة والمصير الواحد. و إدراكاً لموقعها ومكانتها الريادية عربياً وإسلامياً ودولياً.
من هنا كان الرفض الإماراتي بشدة لكل من يحاول المساس بمكانة وموقع السعودية كائناً من كان، فجهود المملكة وإسهاماتها في تعزيز وترسيخ الأمن والسلم والاستقرار في العالم والتصدي للتطرف والإرهاب ودعم نمو وازدهار الاقتصاد العالمي واستقرار أسواق الطاقة جهود غير خافية على أحد.
موقف مجلس الشيوخ الأميركي لم يعبر سوى عن ضيق أفق بعض أعضائه الذين أرادوا تسييس قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي والذي كان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده محمد بن سلمان موقفهما الواضح والحازم والشفاف في التعامل مع القضية كونها تتعلق في المقام الأول والأخير بمواطن سعودي، ويتابعها القضاء السعودي.
كما أكد الموقف الإماراتي ضد ادعاءات مجلس الشيوخ الأميركي على مبدأ هام تحرص عليه دولة الإمارات الرافضة دوماً للتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين مهما كانت الذرائع والمبررات.
خلال الأيام القليلة الماضية، ومع هذا الموقف غير المسؤول لمجلس الشيوخ الأميركي، كانت أبواق تنظيم الحمدين والمنصات المأجورة من قطر والمحسوبين عليها من «الذباب الإلكتروني» تؤكد الدرك الذي وصلت إليه، وهي تواصل مسلسل الإساءة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، بل بلغ بها السقوط والتردي التطاول على سيرة قائد خالد أجمع العالم بأسره على حكمته، الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
إن هذه التخرصات والمواقف المشينة لن تنال منا في شيء، ولا تعبر سوى عن المستنقع الآسن الذي ينعقون منه، ومقدار العفونة التي اعتادوا عليها وهم يتآمرون على أشقائهم، ويضعون يدهم في يد أعداء شعوبنا بهدف النيل من مكتسباتنا ومنجزاتنا وأمن واستقرار بلداننا. وهيهات هيهات، وإلا السعودية والشيخ زايد أيها الأشقياء المنبوذون، وستظل المملكة العربية السعودية والإمارات «معا أبداً» ولو كره الكارهون المارقون.