انتهى وقت الكلام، في مشهد الختام، عين على العالم، وعين على الأحلام، و«الزعيم» يواجه ريال مدريد، في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، وما كان خيالاً بالأمس أصبح واقعاً وحقيقة، والتاريخ سيكون شاهداً على هذه اللحظات التاريخية، من عمر الكرة الإماراتية، وسيكون العالم بأسره مدعواً هناك في مدينة زايد الرياضية، وسيظهر لاعبو العين على خشبة المسرح، نجوماً يشار إليهم بالبنان في ختام الأمسية، فلم يتبق من المشوار سوى 90 دقيقة والريال والخيال ودعاء وأمنية.
قطعنا الشك باليقين، الريال الملكي في مواجهة العين، فلا نطلب المستحيل، ولن نشيد قصوراً من رمال، ولا نقول إن الكفة متساوية، فالفوارق كبيرة، ولكن ما قدمه «الزعيم» خلال الأيام الماضية يجعلنا نتفاءل بأداء عالي المستوى، نطمع بروح قتالية وتركيز عالٍ، وتنظيم مثالي وبذل وعطاء، نريدها مباراة خالية من الضغوط والأخطاء، لا نطالبكم بالكأس، ولكن نريدها مباراة للذكرى، وتاريخاً نسترجعه عاماً بعد عام، نريدها محطة خالدة من محطات الزمن، نريدها أمسية راسخة في ذاكرة الوطن.
هذا السيناريو الذي تحقق في مونديال الأندية بنسخته الحالية كان مثالياً للغاية، لو كتبه أشد المشجعين تعصباً لـ«الزعيم» لما نجح في تصويره بهذه الروعة والدقة، وحتى تكتمل جمالية المشهد وروعة الصورة، لابد من إكماله بنفس الطريقة، ومن المهم أن يواصل العين مشواره حتى الختام بنفس الأسلوب الذي أنهى به مواجهته الماضية، ولعل الفرحة الكبيرة التي اجتاحت الشارع الإماراتي، وتفاعلت معها جميع شرائح المجتمع خلال الأيام الماضية، هي الحافز الأكبر لرجال «الزعيم»، فقد قالوا قديماً العبرة في الخواتيم.
وبغض النظر عن نتيجة المباراة هذا المساء، كلنا ثقة أن العين هو أحد الفائزين في هذه المشاركة، وكم الخبرات التي حصل عليها اللاعبون والفريق لا تقدر بثمن، وأن تواجه أبطال 4 قارات في أيام معدودة مكاسب كبيرة تحققت للفريق، والزخم العالمي الذي حظيت به المشاركة هي قيمة مضافة للكيان والقميص العيناوي، وسيكون لها مردود كبير عليه خلال مشاركاته المستقبلية محلياً وخارجياً.
دعونا نتواضع رغم هيبة المشهد الأخير، ولتكن أقدامنا ثابتة على الأرض، لنحترم المنافس ولكن لا نخشاه، فنحن لم نصل إلى المباراة النهائية بضربة حظ أو من باب المصادفة، ولكن نحن هنا لأننا الأحق والأجدر، عطفاً على ما قدمناه من أداء ومستويات، بشهادة جميع المراقبين وأبطال 3 قارات، وفي البطولة الحالية لم يبق سوى يومها الختامي ومشهدها الأهم، لنواصل الاستمتاع ولندون أسماءنا بحروف من نور في ذاكرة كرة القدم.