عندما تأسس نادي العين قبل خمسين عاماً، من كان يتخيل أن يأتي اليوم الذي يواجه فيه «الزعيم» ملك أوروبا ريال مدريد، حتى ولو في لقاء ودي، فما بالك أن تكون المواجهة «رسمية»، وعلى لقب «مونديال الأندية» الذي يضم عمالقة الكرة في قارات العالم الست.
ومن كان يتخيل أن يتمكن «الزعيم»، في أول ظهور له بالبطولة، في أن يتجاوز بطل أقيانوسيا، بعد أن كان متأخراً بثلاثية نظيفة، ثم يقهر بطل أفريقيا بالثلاثية النظيفة نفسها التي كسب بها الترجي اللقب الأفريقي على حساب شقيقه الأهلي المصري، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون أن من الصعب على «الزعيم» أن يتخطى الحاجز الثالث، لاسيما أنه يواجه ريفر بليت بطل الأرجنتين والفائز مؤخراً على منافسه الكبير بوكا جونيوز ويكسب لقب الليبرتادروس، إذ بـ«الزعيم» يضرب بالتوقعات والتكهنات عرض الحائط، ويقلب الطاولة في وجه الريفر ويهزمه بركلات الترجيح، في ليلة انحنت فيها كرة أميركا الجنوبية لـ «الزعيم» العيناوي، تقديراً واحتراماً. والآن نحن على موعد ليلة للتاريخ، يتابعها كل العالم، لمعرفة الفريق الأحق بلقب النسخة الخامسة عشرة للمونديال، وهنا أكثر من وقفة:
أولاً: إن مجرد التأهل للمباراة النهائية إنجاز تاريخي غير مسبوق للكرة الإماراتية، فالأهلي عندما شارك في نسخة 2009 خرج من الدور الأول، وفي بطولة 2010 خرج الوحدة من الدور الثاني، ومنحنا الفريق الجزراوي الأمل في نسخة 2017 عندما تأهل لنصف نهائي البطولة وتقابل مع ريال مدريد وأحرجه عندما تقدم عليه بهدف روماريو ريكاردو، إلى أن صحح الريال أوضاعه وسجل هدفين تأهل بهما للقاء جريميو البرازيلي في النهائي.
ثانياً: إن مجرد مواجهة الريال شرف كبير لأي فريق، فالريال هو سيد أوروبا وفريقها المتخم بالألقاب والنجوم والملايين، سواء كان معه كريستيانو، أو من دونه.
ثالثاً: يكفي العين فخراً أنه بات حديث العالم، وأنه فرض على ملايين المشجعين في كل أنحاء العالم أن يتابعوا نجومه الليلة، وهم يواجهون أبطال أوروبا.
رابعاً: وهل معنى ذلك أن النهائي ليس سوى مباراة للذكرى للفريق العيناوي، أم أن هنالك فرصة لاستكمال الحلم، شخصياً أرى أن اللاعب لا تتاح له كثيراً فرصة اللعب في نهائي يحلم به أي لاعب في العالم، مع الاعتراف بالقوة الهائلة للفريق المدريدي، ولكن ألم يكن لفريق الريفر قوة هائلة أبهر بها العالم، في نهائي الليبرتادروس، ومع ذلك تجاوزه «الزعيم»، وحول أفراحه إلى أتراح؟
خامساً: حتى لا يكون العين مجرد فقرة في سيرك الريال، يجب أن يثق كل لاعب في قدراته، وأن يعرف أنه على موعد مع 90 دقيقة أو أكثر «أشغال شاقة»، فهي مباراة بألف مباراة، وليلة بألف ليلة. سادساً: نعم يضم الريال نخبة من ألمع وأبرز نجوم الكرة العالمية، ولكن من ينكر أن لاعبي العين، خلال البطولة الحالية، باتوا أيضاً حديث العالم بأسره، ولماذا لا نكمل المشوار، ونسحب بعض النجومية من لاعبي الريال.
سابعاً: أعرف تماماً أن المهمة تبدو صعبة جداً، لكنها بعزيمة الرجال وبشخصية «الزعيم»، لن تكون إن شاء الله مستحيلة.
ويا نجوم العين في انتظار هديتكم في عام زايد.
ويا جماهير «الزعيم» قولوا يا رب.