بعيداً عن الأخطاء التحكيمية وبرمجة الموسم والمنتخب الأول، وتراجع مستوى المنتخبات السنية، وبعيداً عن قضية الموسم فاندرلي وجنسيته المزدوجة وصحة تسجيله من عدمها وشكوى نادي العين، في ظل صمت الاتحاد عن توضيح الغموض الذي يلف كل هذه القضايا، يبرز ما يتحدث عنه الشارع الرياضي في عدم الانسجام بين مجلس إدارة الاتحاد وموظفيه والخلاف الذي طفح كيله بين رئيس الاتحاد ونائبيه والأعضاء، لأنه نذير بانهيار هذا الكيان، الذي لم يكمل عامه الأول منذ انتخابه رغم الخطوات الإيجابية التي بدأها وتباشير الأمل في تخطي كل تلك المشاكل التي تراكمت أمامه ليجد نفسه مكبلاً بالكثير من إفرازات الاحتراف غير المدروس والأندية الغارقة في الديون وعلى حافة الإفلاس ليتفرغ لمواجهة كل ذلك بالحوكمة والشفافية التي شغلت الرأي العام ووسائل الإعلام المختلفة. مع كل هذه التحديات ظهرت إشاعة الخلافات بين أعضاء هذا الكيان الكروي، الذين نالوا شرف انضمامهم إليه عبر صندوق الاقتراع بغض النظر عن تمثيلهم لأندية المحترفين أو الهواة، فكلهم أبناء هذا الوطن يؤدي دوره بإخلاص.. فالخبرة تكتسب بالممارسة ومن تمرسوا في ساحاته كان بعضهم من تلك الأندية ومن كان أكثر دراية بشؤون كرة القدم جاء من أندية الدرجة الأولى سابقاً والمحترفة في زمن وهم الاحتراف. نؤمن بالتخصص، وندرك أهميته وضرورياته فنائبا الرئيس، رئيس لجنة دوري المحترفين شغله الشاغل دوري المحترفين، ورئيس لجنة المسابقات صميم عمله المسابقات الأخرى والتواصل مع الأندية ومؤسسات الخدمة المدنية لمد جسور التعاون معها يساعدهما في ذلك بقية أعضاء المجلس.. ولكن أن يتفرد كل منهما بعمله بمعزل عن رئيس الاتحاد وبعض الأعضاء، فإنه أمر مؤسف في ظل الكم الهائل من التحديات التي تنتظر الاتحاد.. ناهيك عن أملنا في التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا التي منينا أنفسنا ببلوغها بعد أن تجدد الأمل بالمنافسة على المركز الثاني أو التأهل إلى الملحق، كل هذه التحديات واتحاد كرة القدم يعيش أزمة الخلافات والاختلافات بين أركانه وتفرد البعض بعمله ولجنته. نرجو من أعضاء كياننا الكروي الجلوس على طاولة الحوار، والعمل بروح الفريق الواحد ودحض الإشاعات التي تأكل جسده وتحيده عن مسار استقرار ونجاح مسابقاته وتأهل منتخبنا إلى النهائيات الحلم بعودة الانسجام المفقود.