غاب كريستيانو رونالدو، وحضر جاريث بيل.. الفرق الكبيرة لا ينضب معينها.. هي ليست مؤهلة غالباً للخروج من الدائرة، التي اختارتها لنفسها، أو اختارها القدر.. وكما أحرز رونالدو ثلاثية في مرمى كاشيما أنتلرز الياباني في نهائي نسخة 2016 من كأس العالم للأندية باليابان، فعلها بيل أمس الأول، وتكفل بأهداف «الملكي» الثلاثة، في مرمى الفريق الياباني، ولكن في نصف النهائي، ليصعد الريال لمواجهة العين غداً.
لم يفتقد الريال «البدر» رونالدو، ولم يحقق فوزاً بشق الأنفس، وبدا لامعاً كما اعتادته جماهيره، كما أثبت مدربه سانتياغو سولاري، أنه يمضي بالفريق كما أراد إلى حيث يريد، فالفريق بدا في حالة فنية وبدنية جيدة للغاية، والحالة البدنية بالذات، كانت رهاناً مهماً لسولاري منذ أن تولى المهمة، حيث كان يرى تواضعها سبباً في البداية السيئة للفريق، والتي كانت وراء قدومه خلفاً لجولين لوبيتيجي، والفريق بالفعل تحسن مع مدربه الذي قاده حتى الآن لعشرة انتصارات، وهو أكثر شراسة ومباشرة في الملعب.
ويعول سولاري على كأس العالم للأندية، لتكون أسرع بطولة يحققها، ويعوض بها النادي «الملكي» لقب السوبر الأوروبي الذي ذهب إلى الجار أتليتكو مدريد أيام لوبيتيجي، وهو يريد أن يفعلها لينضم إلى قائمة مدربي الريال الأسرع تتويجاً بالبطولات، مثلما كان بوب هاينكس الذي توج بالسوبر الإسباني بعد مباراتين، وكارلوس كيروش الذي قاد الريال إلى السوبر أيضاً بعد مواجهتين أيضاً، وإن كان العين بعدما أظهره للآن، يقف «حجر عثرة» في وجه المدرب الطامح إلى اللقب المونديالي الرابع.
استحق الريال قطعاً فوزه العريض على البطل الياباني، واستحق جاريث بيل لقب رجل المباراة، وأن يصبح ثالث لاعب في تاريخ المسابقة يسجل في ثلاث مشاركات مختلفة بكأس العالم للأندية، جميعها بقميص ريال مدريد، كما أنه ثالث لاعب يسجل «هاتريك» في مباراة واحدة، بعد لويس سواريز لاعب برشلونة، وكريستيانو رونالدو بقميص الريال، ولجاريث ستة أهداف حتى الآن في البطولة، تضعه كثاني أفضل هداف في المسابقة خلف رونالدو، الذي كان عبئاً على اللاعب الويلزي، وانطلق الأخير لمدارات غاب عنها بعد رحيل «الدون» عن الريال.
نعم.. جزء كبير ومهم من تألق جاريث بيل يعود إلى رحيل رونالدو، وهو أمر لم يكن خفياً على متابعي مسيرة اللاعبين معاً، والذين يؤكدون أن بيل يتألق في غياب رونالدو، وقبل أن يستقر كريستيانو في «اليوفي» كان معدل تسجيل جاريث بيل يتضاعف إذا ما غاب «آر سفن»، وربع أهداف «نفاثة ويلز» جاءت في مباريات غاب عنها رونالدو، أيام كانا يلعبان معاً.
الآن، حانت ساعة الحقيقة.. العين وريال مدريد على مسرح النهائي معاً، وطالما صعدا معاً، فكلاهما كبير وكلاهما بطل.. قطعاً فإن الريال حالة خاصة في عالم الكرة، لكن العين لدينا حالة خاصة أيضاً.. هو لدينا كل الفرحة وكل الكرة.

كلمة أخيرة
الفرق الكبيرة.. تظل كبيرة