لم تكن مباراة الريال بطل أوروبا، مع كاشيما أنتلرز بطل آسيا سوى نزهة «ملكية» لم يعان فيها المدريدي كثيراً، حتى ينتزع بطاقة التأهل إلى النهائي، حيث الموعد المرتقب مع «الزعيم العيناوي» المفاجأة السارة في مونديال «الإمارات 2018».
ولا شك في أن الهدف الذي سجله الريال مع نهاية الشوط الأول، كان من وراء انهيار الصمود الياباني، وتمهيد الطريق أمام «الملكي»، ليتأهل إلى النهائي، للمرة الثالثة على التوالي، أملاً في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، مثلما نال لقب دوري الأبطال للمرة الثالثة أيضاً على التوالي.
ويبدو النجم الويلزي جاريث بيل في قمة تركيزه، حتى أنه أعلن بعد المباراة، التي كان نجمها الأول، أنه لم ينشغل خلال المباراة بالرد على المشككين في قدراته، وأنه عندما ينزل أرض الملعب لا يفكر سوى في تسجيل الأهداف، والمساهمة في ترجيح كفة فريقه، وكانت النتيجة أنه بات ثالث لاعب في تاريخ المونديال يسجل «هاتريك»، مع ميسي وسواريز، ولم يعد يفصله عن كريستيانو رونالدو هداف البطولة سوى هدف واحد.
×××
كشفت مباراة الريال وكاشيما عن حجم الشعبية التي يحظى بها الفريق الملكي داخل دولة الإمارات، حيث بدا الريال، وكأنه يلعب في سنتياجو برنابيه، فالتشجيع الساخن للاعبي الفريق طوال فترات المباراة، كان دافعاً لفك التكتل الدفاعي للفريق الياباني، وبلغ حماس أحد المشجعين حد النزول إلى أرضية الملعب، برغم الإجراءات الأمنية، لمعانقة مارسيلو أفضل ظهير أيسر على مستوى العالم.
×××
يحسب لفريق كاشيما أنه صمد حتى ما قبل نهاية الشوط الأول، ولم ييأس برغم ثلاثية بيل، وحاول الوصول إلى مرمى كورتوا أحسن حارس في مونديال روسيا، ونجح في تسجيل هدف حفظ به ماء الوجه، ليجد نفسه في مواجهة ريفر بليت بحثاً عن المركز الثالث، وفي اعتقادي أن مهمة كاشيما ستكون معقدة للغاية، إذ أن بطل أميركا الجنوبية لن يسمح بهزيمة جديدة تضعه في المركز الرابع.
××××
سألني أحد القراء لماذا كسب العين وخسر الريفر بليت بطل الليبرتادروس في مباراة نصف النهائي، قلت السر لا يخفى على أحد، وفريق ريفر بليت لم يتخلص من نشوة الفوز على منافسه بوكا جونيورز قبل أيام قليلة من انطلاق مونديال الأندية، وكان ذلك الفوز المهم سبباً في إحساس اللاعبين بالثقة الزائدة التي أشعرتهم أن تجاوز عقبة العين لن تحتاج إلى مجهود كبير، بينما تخلص العين سريعاً من آثار الخسارة بالخمسة أمام الوصل، والخروج المبكر جداً من كأس رئيس الدولة التي يحمل لقبها، ناهيك عن جهد الجهازين الفني والإداري في استشفاء الفريق فنياً وبدنياً ونفسياً، بما يمكنه من مواجهة ضغط المباريات.
إنها ملحمة كروية مونديالية بعبق «البنفسج».