ليلة وكأننا نريد أن نعيشها كل يوم.. مباراة نتمنى أن تعاد كل أسبوع، لحظة كانت فيها البطولة لفريق يحمل في شعاره قلعة اسمها الجاهلي.. شامخة وصامدة أمام كل هزات الزمن، فريق يحمل اسم مدينة شكلت بداية كيان دولة، وناد حين تأسس ملك قلوب القيادة، فكان بمثابة الإلهام لتحقيق الريادة.. لكل من كان يسأل، لماذا العين غير، ولكل من كان يشكك أن القمة التي لا تتسع لغيره، شاهد واستمتع وتأكد.. الصورة أمامك، والخبر وصل كل العالم، فالتاريخ هنا يُصنع ولا يكتب!
لكل مدينة في الإمارات ميزة خاصة بها حققت من خلالها سمعتها العالمية، وإذا صنفنا كرة القدم، فإن العين هي العاصمة، وهي الموطن، وهي الوجهة الحقيقية لهذه اللعبة في الإمارات، فالرياضة لم تعد ترفيهاً، بل أشبه بالقاطرة التي تقود المجتمعات وترصد أفكارها.. وما يقدمه العين أشبه بأطروحة أكاديمية تصلح لأن تقدم كمادة متكاملة في الجامعات الرياضية.
فهل تعتقد أن ما حصل هو جهد يومين.. أو خطة مدرب وحنكة إدارة ومهارة لاعبين فقط، وهل نجاحات الفرق تعتمد على هذه المقومات، ومن بعدها تتحقق الانتصارات.. أعتقد أن الإجابة لا.. ما حدث ليس وليد لحظة، وليس عمل أيام، أو حتى شهور، وليس دهاء مدرب يقود فريقه من الدكة، ما حدث ليس مصادفة أو ضربة حظ.. إنجاز العين التاريخي هو عمل مدينة وقيادة.. هو ترسيخ معنى الولاء في القلوب ما حدث هو تعبير حقيقي عن الانتماء لهذا المكان، وهو أكبر رد على أن الانتصارات لا تتحقق بحوافز مالية، بل بتطبيق مبدأ الشعور بالمسؤولية التي نفتقدها في الكثير من القطاعات الرياضية.
العين غير، ليس لأن ميزانيته تعد الأكبر كما يدعي البعض.. العين غير ليس لأنه نادي المدينة الواحدة.. العين غير، لأن كل من ينتمون إليه لا يختلفون إلا فيمن يحب العين أكثر، في كل مكان بهذا النادي تجد بصمات القدامى محفورة، وتجد الإدارات السابقة موجودة، وتجد المعتزلين يحفزون ويحضرون.. أكاد أن أجزم أنهم فعلاً طبقوا المقولة المأثورة في ندوة رمضان الشهيرة، حين أوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفرق بين النظام والأشخاص، وكلنا نتذكر ذلك بكل تأكيد.
هذه هي النسخة الرابعة التي تستضيفها الإمارات لبطولة كأس العالم للأندية، ولكنها الأنجح والأفضل على الإطلاق.. والسبب واضح، كانت مشاركتنا السابقة لا تتعدى التسعين دقيقة والسلام، ولكن هذه المرة غير.. مختلفة في كل شيء، التفاعل والجماهير والأهداف والنتائج والمفاجآت.. هذا النادي عنصر نجاح لأي حدث يمكن أن تستضيفه الإمارات.
كلمة أخيرة
حين تعدد معالم الإمارات ووجهاتها.. لا تنسَ اسم العين بينهم!