قبل عامين تقابل فريقا ريال مدريد وكاشيما إنتلرز، في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، وفي تلك المباراة كان اليابانيون على مقربة من إدراك المفاجأة الأكبر في تاريخ البطولة، وكانوا على مسافة دقائق قليلة، من الوصول بالمباراة إلى ركلات الترجيح لتحديد وجهة اللقب، ولكن يومها كان لدى الأسطورة كريستيانو رونالدو رأي آخر، وتمكن في الوقت الإضافي من إحراز هدفين ليحرم اليابانيين من مفاجأتهم المدوية، وليتوج «الملكي» بالكأس المونديالية.
لا يزال اليابانيون يشعرون بـ «الغصة» ويتذكرون تلك الأمسية، ويتحسرون على ما فاتهم في ذلك اليوم، بعد مشاركة كانت مثالية للفريق الذي تواجد فيها بصفة الفريق المستضيف، فتغلب على أوكلاند النيوزيلندي في مباراة الافتتاح، وتجاوز صن داونز الجنوب أفريقي بطل «القارة السمراء» في الدور الثاني، وأقصى أتلتيكو ناسيونال الكولومبي بطل الليبارتادورس في نصف النهائي بثلاثية نظيفة، قبل أن تتوقف مغامرته المجنونة أمام الريال في المشهد الأخير.
يسعى اليابانيون للثأر، وأكدوا جاهزيتهم مبكراً بتخطيهم عقب جوادلاخارا المكسيكي في المباراة الماضية، متسلحين بخبرة إضافية لذلك الفريق الذي شارك قبل عامين، ويراهنون على عوامل عدة، فالفريق في أتم الجاهزية، وهو الذي حقق لقب دوري أبطال آسيا قبل فترة قصيرة، كما أن الريال الذي يقابلهم هذا المساء، ليس الفريق نفسه الذي كان لا يقارع قبل عامين، والأهم أن الأيقونة والمنقذ رونالدو رحل وبات مكانه فارغاً، كما أن تميمة الحظ المتمثلة في الفرنسي زيدان لم يعد موجوداً على دكة البدلاء.
ولكن إذا فكر اليابانيون في المباراة هذا المساء بهذه الطريقة، فلا شك أنهم مخطئون تماماً، صحيح أن الملكي لا يقدم مستويات جيدة هذا الموسم ويبدو أقل كثيراً عما كان عليه خلال السنوات الماضية، ولكنه فريق يتمتع بإرث تاريخي هائل، وزعامة عالمية، وهو يحضر للحفاظ على لقبه الذي حققه لسنتين على التوالي ويبحث هذا العام عن «الهاتريك»، وحتى مع رحيل رونالدو لا تزال صفوفه «متخمة» بالنجوم، وعلى رأسهم مودريتش الذي توج أفضل لاعب في العالم خلال العام المنصرم.
فلسفة النادي الإسباني على مر التاريخ، والتي يؤمن بها دائماً هي الفوز ولا شيء غيره، أما اليابانيون فهم شعب فريد من نوعه، ألغوا من قواميسهم مصطلح المستحيل، فالمستحيل ليس يابانياً، ويدخلون مباراة اليوم رأساً برأس، يعترفون بأفضلية المنافس التاريخية، ولكنهم يراهنون على 11 لاعباً سيواجهون 11 لاعباً، بشراً مثلهم، ونتيجة المباراة ستبدأ سلبية، والغلبة ستكون للأكثر عطاءً ورغبة وروحاً قتالية.