على الورق، لا مجال للمقارنة ما بين الريال فريق القرن في أوروبا، وكاشيما إنتلرز الياباني بطل آسيا الذي نال هذا الموسم أول لقب لدوري أبطال آسيا.
وعلى الورق الريال يمر بواحدة من أصعب فتراته على المستوى المحلي، كما أنه مني بهزيمة مؤلمة مؤخراً أمام سسكا موسكو بثلاثية كاملة على أرضه وبين جماهيره، في ختام دور المجموعات الأوروبي.
وعلى الورق تصريحات متفائلة في معسكر كاشيما، وأنهم يشكرون الظروف التي أتاحت لهم فرصة رد الاعتبار أمام الريال، والثأر لهزيمة 2016 عندما تقابل الفريقان في نهائي مونديال الأندية باليابان، ونجح الريال وقتئذ في نيل اللقب وبرباعية مقابل هدفين، ولا تزال تداعيات ذلك النهائي عالقة بالأذهان، إذ تقدم الريال بهدف بنزيمة، ورد كاشيما بهدفين، وأدرك الريال التعادل في الدقيقة 80، قبل أن يجهز على كاشيما في الشوط الإضافي الأول بهدفين، لتتحول أفراح اللقب من يوكوهاما إلى مدريد.
على الورق من حقك أن ترشح الريال لعبور بطل آسيا، وأنت مرتاح البال، ولكن من قال إن كرة القدم تعترف بحسابات الورق والقلم، وإلا لفاز منتخب البرازيل بكل ألقاب كأس العالم، ولما خسر الريال 6 نقاط كاملة أمام سسكا موسكو في دوري الأبطال، وهو الفريق الذي جاء إلى أبوظبي لتحقيق إنجاز تاريخي بالفوز باللقب المونديالي للمرة الثالثة على التوالي، وإما أن يحقق الريال مبتغاه ويتجاوز كل مشاكله، أو يتعرض لانتكاسة جديدة تزيد همومه وأوجاعه.
وسيكون السؤال المطروح، كيف سيواجه الجيل الحالي الامتحان المونديالي، في غياب «الدون») كريستيانو رونالدو الذي كان يشكل قيمة استثنائية للفريق الملكي، محلياً وأوروبياً ومونديالياً.
عموما، نحن أمام نصف نهائي ساخن ما بين بطل أوروبا الذي جاء إلى أبوظبي لزيادة ألقابه وأمجاده، بينما يبحث بطل آسيا عن مفاجأة تقلب موازين البطولة.
××××
بالتأكيد، سيكون الظهور الأول للريال في مونديال 2018 محط اهتمام كل جماهير الكرة في العالم، وسيحظى النجم لوكا مودريتش باهتمام خاص، خاصة أنه يدين للعاصمة أبوظبي بالفضل في أنها شهدت بداية انطلاقته، لحصد كل الألقاب الكبيرة، حيث كان فوزه بلقب أفضل لاعب في «مونديال أبوظبي» الماضي هو بداية التوهج، حيث كسب بعد ذلك لقب أحسن لاعب في العالم وفي أوروبا، وحصد كل الألقاب التي نافس عليها، تقديراً لفوزه في موسم واحد مع الريال بلقب دوري الأبطال، وفوزه مع منتخب بلاده كرواتيا بلقب وصيف بطل كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ.
ومن حقنا أن نطلق عليه لقب «مودريتش الظبياني» الذي يتفاءل بـ «عاصمة العالم» التي وضعته على سلم النجومية التي كسر بها احتكار النجمين التاريخيين ميسي وكريستيانو.
×××
من السمات التي تميز «مونديال الأندية»، أنه البطولة الوحيدة على مستوى العالم التي لا تعترف بالتعادل، فإما أن تكسب وتتأهل للمرحلة التالية، وإما أن تخرج من السباق، فكل المباريات إقصائية لا تقيم وزناً للحلول الوسط، وركلات الترجيح حاضرة دائما لفك الاشتباك في حالة فشل الوقت الأصلي والإضافي في ترجيح كفة فريق على فريق آخر.
وبالتأكيد، فإن البطولة مرشحة للتطوير وزيادة الفرق المشاركة، بما يتماشى مع قناعات إنفانتينو الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لزيادة فرق المونديال، وفرق كأس العالم للأندية.