أحب تونس كثيراً، وأحب انفتاحها وثقافة أهلها، وأحب تميزها الرياضي، برغم أن عدد سكانها ليس بالكبير جداً، فهم 11.53 مليون نسمة، حسب إحصاءات 2017، ومع هذا فهم تأهلوا لنهائيات كؤوس العالم خمس مرات، وهم أصحاب أول فوز عربي في تاريخ كؤوس العالم، وكان على المكسيك في الأرجنتين عام 1978، بأهداف الكعبي وغميض وطارق ذياب، وكانت أيضاً أول منتخب أفريقي يفوز بمباراة في المونديال، وتعادلت أيضاً مع ألمانيا الغربية «آنذاك»، وخسرت بهدف أمام بولندا وخرجت، وكانت تستحق أن تستمر.
وفي تونس أندية من الأشهر في أفريقيا، مثل النجم الساحلي والأفريقي والصفاقسي، والترجي الذي توج بطلاً لأندية «القارة السمراء» ثلاث مرات، آخرها بعد «ريمونتادا» تاريخية أمام الأهلي المصري الفائز ذهاباً 3 - 1، ثم خسر إياباً بالثلاثة، فتأهل الترجي للسفر إلى الإمارات والمشاركة في كؤوس العالم للأندية للمرة الثانية في تاريخه، بعد 2011، حين قدم واحداً من أسوأ عروضه، فخسر مباراته الأولى أمام السد بطل آسيا بهدفين لهدف، وخسر مباراة المركز الخامس أمام مونتيري المكسيكي 2 - 3، وما قدمه الترجي في مباراته الأولى، في كأس العالم الحالية للأندية أمام العين، كان مفاجئاً بكل المقاييس، بضعفه وتوهانه، وربما يكون ضغط العين هو السبب، ولكن فريقاً بحجم الترجي لا يسدد على مرمى خالد عيسى سوى مرتين ضمن الأخشاب الثلاثة، ولا يستطيع تقديم ما يشفع لتاريخه الكبير، أمام جمهور عاشق كبير سافر من تونس، ومن معظم دول الخليج، وملأ مدرجات استاد هزاع بن زايد صخباً وتشجيعاً، حتى تعب بعد الثلاثية، فريق كهذا يمثل العرب أيضاً، لم يكن بمستوى الحدث، حتى لو فاز في مباراته الأخيرة، لأنها مباراة شرفية، ويبدو أن هناك «لعنة» تصيب هذا الفريق في كؤوس العالم للأندية، ونتمنى ألا تدوم، فهو فريق نحبه ونحب بلاده، ونتمنى له كل التوفيق في أي بطولة يمثلنا فيها، وسبق وأن كتبت قبل لقائه بالعين، إنه فقد لقبه بطلاً للعرب، ولديه نقص في صفوفه، وأننا قد لا نتوقع أن يقدم الأداء الأكثر إبهاراً في البطولة .. وهو ما حدث.