يكفينا أن يكون ريال مدريد هنا.. أن يعتاد الطريق إلى أبوظبي.. أن نصبح هكذا في «روزنامة» الكبار.. أن نختال بمن يأتي، ومن يذهب وبالبطولات التي تتوالى في كل الألعاب ترسم صورة أبوظبي العاصمة والوجهة، ومنتهى أمل الأبطال.
اليوم، يظهر النادي الملكي على مسرح كأس العالم للأندية في مدينة زايد الرياضية، حين يواجه كاشيما أنتلرز الياباني في نصف نهائي البطولة، وفي تكرار لمواجهة الفريقين النارية التي جمعتهما في نهائي نسخة 2016 باليابان، والتي فاز فيها ريال مدريد بأربعة أهداف مقابل هدفين، بعد شوطين إضافيين، وكانت مباراة عصيبة على «الملكي»، لكن وجود كريستيانو رونالدو كان فارقاً، فقد تكفل وحده بثلاثية، وأخشى اليوم أن يشعر الريال أنه «في الليلة الظلماء يفتقد البدر»، فالبطل الإسباني ليس على حاله بالقدر الذي كان فيه خلال 2016، ورونالدو ليس في صفوفه.. ليس بالضرورة أن يخسر، لكن المعطيات تقول إنه سيعاني، وإن بطل اليابان ليس بالند السهل، ويسعى للثأر مما حدث له على أرضه.
ليس رونالدو وحده من رحل عن الريال، ففي 2016، كان هناك أيضاً زين الدين زيدان، الذي حقق نجاحات رائعة خلال ثلاثة مواسم قضاها مع الفريق، والذي مضى مائتا يوم حتى الآن على رحيله عن النادي الملكي، حدثت فيها أشياء كثيرة، فرحل رونالدو، وفاز أتلتيكو مدريد بكأس السوبر الأوروبي، ودخل «الأبيض» واحدة من أسوأ أزماته، فاستمر قرابة 500 دقيقة كاملة دون أن يسجل هدفاً، وعرف الريال كيف يخسر بخماسية أمام غريمه برشلونة، ورغم أن أرقام الفريق جيدة مع مدربه الحالي سانتياجو سولاري، بتسعة انتصارات وخسارتين، إلا أنه لا شيء يشبه أيام زيدان ورونالدو، حتى الانتصار لا يشبه الانتصار، وكأس العالم للأندية «محك» كبير للفريق الذي يصارع، ليظل ملكاً على عرش الكرة.
مباراة الليلة قطعاً، من العيار الثقيل، ومن يتذكر مواجهتهما في 2016، سيدرك أنه على موعد مع وجبة دسمة من الكرة والإبداع، وإذا كان الريال قد حسم مواجهة «يوكوهاما» الماضية بشق الأنفس، فمباراة الليلة - في اعتقادي - ستكون أشد قسوة على النادي الملكي، ولن يجتازها -إن اجتازها- بسهولة، ففريق كاشيما أنتلرز الياباني، فريق له مخالب، وفوزه على جوادالاخارا المكسيكي في ربع نهائي كأس العالم للأندية، لا يعكس كل قوته، ومدربه جو أويوا يخطط لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الريال.. مثل هذه المباريات لا تتكرر كثيراً، وربما أيضاً الأداء فيها لا يتكرر كثيراً.. كل ما في تلك البطولة استثناء، وطالما الأمر كذلك، فكل الاحتمالات واردة.

** كلمة أخيرة:
أياً كان من يلعب.. هذه بطولتنا ونحن أبطالها.