قبل أعوام قليلة مضت كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلسه العامر أطباء أجانب خدموا في الدولة خمسينيات القرن الماضي، وحدث الحضور عن أهوال الحياة في تلك الحقبة الزمنية من حيث ارتفاع نسبة وفيات المواليد والأمهات أثناء الولادة، بسبب انعدام الرعاية الصحية وندرة المنشآت الطبية، وحدثهم عن مساهمات أولئك الرجال والنساء الذين قدموا من كندا وساهموا في إقامة أول مستشفى متواضع الإمكانيات في مدينة العين بدعم من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
اليوم عندما يسمع أمثال أولئك الأطباء أو مجاييلهم أن تلك البقعة من أرض العرب تحولت لوجهة من وجهات السياحة العلاجية العالمية، ربما يخيل لهم أننا نتحدث عن أحلام وخيال واسع. ولكنها أحلام وطموحات وتطلعات أصبحت واقعاً بفضل من الله وقيادة حكيمة واعية استثمرت بعمق في الإنسان ولأجل الإنسان، وتابعنا مؤخراً إجراء كوادر إماراتية عمليات جراحية معقدة ودقيقة باستخدام أحدث الروبوتات والذكاء الاصطناعي وفي منشآت طبية إماراتية داخل الدولة، تابعها متخصصون في بث مباشر لمنشآت متقدمة في عواصم ومدن عالمية.
ذات مرة حدثني رجل أعمال في جيبوتي عن رحلته للدولة للاستفادة من خدمات مركز طبي متطور ُيعنى بالصحة الإنجابية، لم أسمع به من قبل، ولكنه من صور التحولات الجذرية والنقلة النوعية التي شهدتها البلاد في مجال الرعاية الصحية وامتدت شهرتها للخارج.
قبل أيام قليلة احتفت عاصمتنا الحبيبة بإطلاق دائرتي الصحة والثقافة والسياحة في أبوظبي بوابة إلكترونية للسياحة العلاجية لمساعدة الراغبين في زيارة الإمارة للاستفادة من الخدمات والمنتجات المتعلقة بالرعاية الصحية التي قد يحتاجون إليها بدءاً من لحظة اتخاذهم القرار وقدومهم واستشفائهم وحتى مغادرتهم البلاد.
حضور معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة والعميد سعيد راكان الراشدي مدير شؤون الأجانب والمنافذ وممثلين عن «طيران الاتحاد» ورؤساء المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية المشاركة في البوابة، دليل روح الفريق الواحد التي تعمل معاً على طريق رؤية الإمارات 2021 و«أبوظبي2030».
المنصة الجديدة تضم أكثر من40 مزوداً للرعاية الصحية، نتمنى أن يضعوا جميعاً نصب أعينهم اسم الإمارات فوق أي اعتبارات أخرى.