العين قصيدة حب، وشلال من الطرب، ممتع حين يرضى، وحذارِ حين يغضب، يبطش حين يغضب، لا شيء يشبه العين في كرة الإمارات، ولد بطلاً، وقدره أن يحمل على عاتقه تمثيل الوطن على أفضل ما يكون، هو الماضي والحاضر والمستقبل، هو الأجمل، هو الأكمل، هو ينبوع العطاء النابع من تلك الواحة الخضراء، هو جمال الكثبان وشموخ الجاهلي وهيبة حفيت، العين هوية وشخصية، هو لحن وأغنية، هل سمعتم من قبل عن «الأمة العيناوية»، العين هو البطل، هو القمر الذي اكتمل، في أمسية مونديالية.
أغلى ابتسامة هي تلك التي ترتسم على محيا الوطن، هذا الذي فعله رجال كتيبة «الزعيم» أمس الأول، أسعدوا وطناً بأكمله، استنفرنا كل طاقاتنا الصوتية ونحن نهتف له، وقفنا، صفقنا، توشحنا باللون البنفسجي ورددنا مع جماهيره تلك الأهازيج، ومنذ الدقيقة الأولى أشعل اللاعبون في الجماهير جذوة الحماس ولم تنطفئ طوال فترات المباراة، هي مباراة العمر، اجتمع فيها الإبداع والمتعة والفخر، وبصوت واحد هتفنا كلنا، مع اختلاف أطيافنا، هذا الفريق يمثلنا.
بطل أفريقيا اللقب الذي يحمله الترجي ودخل متوشحاً فيه، وأضاف إليه سمعة تاريخية هائلة وصيتاً لا يضاهى، كل هذه الألقاب والسمعة والشهرة لم تكن كافية لإيقاف الطوفان البنفسجي الجارف، الذي انطلق وغمر كل أنحاء الملعب، في كل شبر هناك بصمة إبداع عيناوية، لم يختف لاعبو الترجي كما أشيع وقيل، ولكن ظهر لاعبو العين.
هذه الشخصية التي يتميز بها العين، ويظهر بها في المواقف الكبيرة، ليست وليدة الصدفة، ولا حصيلة عمل يوم وليلة، كما أنها ليست نتاج فترة محددة بمدة ما أو عمل إداري معين، ولكنها خلاصة السنين، وخبرات متراكمة، واستراتيجية واضحة تعاقبت عليها الإدارات، فكل إدارة تبدأ من حيث انتهت سابقتها، وكان الهدف صناعة كيان قادر على مقارعة أعتى الفرق قارياً وعربياً، فتسيدوا محلياً، وأصبحوا خير ممثلين للوطن في المحافل الخارجية، فلله دره من عمل ولله درها من شخصية.
اليوم العين في نصف نهائي مونديال الأندية، اليوم العين هو حديث العالم، ومن صدمة البدايات، حيث التأخر بثلاثية نظيفة، في أقل من شوط أمام ولينجتون النيوزيلندي إلى تعادل وتأهل بركلات الترجيح، ومن ثم إقصاء بطل أفريقيا الترجي التونسي، في سهرة كروية لا تنسى، كان فيها كل لاعبي الزعيم أبطالاً ونجوماً، وكان فيها الجمهور رائعاً متألقاً كعادته، وكان الأنيق زوران هو «المايسترو» الذي يقود تلك الأوركسترا وكتيبة العازفين، تلك كانت باختصار أنشودة العين.