تمضي مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بكل ثقة واقتدار برغم كل التحديات، بحكمة قادة مخلصين وضعوا الأساس المتين للحفاظ على المجلس الذي وُجد ليبقى، لأنه منطلق طموحاتنا وتطلعاتنا لصون بيتنا الخليجي الواحد، الذي يجمعنا بما يمثله من تاريخ مشترك ومصالح واحدة ومصير واحد.
نجاح قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الـ39 في العاصمة السعودية مؤخراً، وصدور «إعلان الرياض»، تأكيد لتصميم الحكماء من قادته على المضي بالمسيرة المباركة على مساراتها الخيِّرة لما فيه صالح بلدانهم وشعوبهم.
أكد «إعلان الرياض» على ثوابت المسيرة المتوارثة في مختلف جوانبها، مشدداً على تنفيذ الاتفاقات والبرامج التي تخدم بلداننا وشعوبنا في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، سواء ما يتعلق بتسريع إنجاز تفعيل القيادة العسكرية الخليجية الموحدة، والتكامل الاقتصادي وصولاً للوحدة الاقتصادية في عام 2025.
الوعي والإدراك واستشعار دقة الموقف وحجم المسؤوليات يميز المواقف الموحدة لبلداننا في وجه الأخطار التي تتربص بها كان الأساس الذي عزز تماسكنا والتفافنا حول المجلس الذي اعتقد البعض أنه قادر على تقويضه من الداخل بمغامرات «الشقيق المخالف» الذي اختار درباً مغايراً وسلم أمره لمشروع تآمري لأعداء منطقتنا تمثل خطراً عليه قبل أشقائه، ليجد نفسه معزولاً مأزوماً.
يأتي نجاح قمة الرياض في أعقاب نجاحات ومحطات مضيئة لبلداننا تثري مسيرة المجلس وتعزز من مكتسبات شعوبه، فقبل أيام من انعقاد القمة كان الاحتفاء العالمي بالمملكة العربية السعودية الشقيقة في قمة العشرين بالأرجنتين، والجولة الخارجية العربية والأجنبية الناجحة للأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد المملكة بما يؤكد ما تحظى به من اعتراف وتقدير دوليين لمكانتها ودورها في الحفاظ على ازدهار الاقتصاد والتجارة العالمية، وكذلك أمن واستقرار العالم.
من هذه المحطات المضيئة نجاح الانتخابات النيابية والبلدية في البحرين التي تحالف «الشقيق المخالف» مع عملاء الحرس التخريبي الإيراني لزعزعة أمنها واستقرارها معتقدين أنها ستكون صيداً سهلاً لمخططهم الإجرامي في المنطقة.
ومن أسطع المحطات تحقيق جواز السفر الإماراتي للمركز الأول كأقوى جواز سفر في العالم بما يعنيه ذلك من تقدير عالمي للإمارات وسياساتها وعلاقاتها الدولية الواسعة القائمة على المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وما يحظى به أبناء الإمارات من احترام وتقدير أينما حلوا. فهل يرتدع «الشقيق المخالف» للإجماع الخليجي والعربي؟.