كنت أتساءل سابقاً لماذا العيناوية متعصبون لفريقهم بهذه الطريقة.. ولماذا حين تسوء النتائج يعيش النادي وجمهوره حالة طوارئ قصوى.. وكنت أفكر هل العين مجرد ناد في مدينة ؟ أم هو يمثل أموراً أعمق لم أكن قد فهمتها أو عرفتها بعد؟
في هذه المدينة النادي جزء من عائلتهم.. فـ«العين» بالنسبة لهم ليس حالة مزاجية، أو مجرد ممارسة هواية في ساعات الفراغ، أو مجرد شغف مرتبط بمدى الاهتمام بلعبة كرة القدم.. بل هي أمور أعمق قد لا تشعر بها إذا لم تكن من أهل هذه المدينة.
عشت أياماً معدودة في العين في الفترة الماضية، كل الأحاديث كانت عن النادي.. حتى صاحب الطلبات بإحدى مطاعم شارع خليفة، يسأل ببديهية ماذا سيفعل العين في الافتتاح؟ هو ارتباط لا يمكن أن ترسخه أكبر شركات الدعاية والإعلان في العالم، فالارتباط بالمكان والأرض والنادي في هذه المدينة بدأ من البيت والفريج وكأنه إرث ينال الكل منه نصيبه لحظة ولادته!
هذا النادي يمثل حالة الشعور بالانتماء والاعتزاز بالمدينة.. وهو الطريقة المثلى، لأن يعبر أهل العين عن ولائهم لأرضهم.. شعار الجاهلي القديم، ولون البنفسجي الشهير، واسم «الزعيم» الساطع ارتبط بالعين وأهلها.. فحين تسمع أياً من هذه المصطلحات، أعرف أن المقصود هو هذا النادي، فحين يفوز تشعر أن حفيت قد يحتضن المدينة من فرحته.. ولحظة تشعر أن أنواراً تشعُّ منه حزناً.. هي مشاعر قلبية يصعب حتى على المتمرس في الشعر وصفها.
واليوم هناك موعد مع مناسبة فريدة من نوعها.. مباراة من طراز آخر ستكون فيها المدينة كلها حاضرة بذهنها وقلبها، ربع نهائي كأس العالم للأندية أمام فريق عريق مثل الترجي، فأهل العين المعروفون بالكرم والترحاب بالضيوف.. ولكن إكرام زوارهم مختلف إذا قدمت إليهم في مجالسهم، أو قررت أن تنافسهم في ملاعبهم، ولكم حرية الفهم!

كلمة أخيرة
في الظاهر هو مجرد ناد.. وفي الواقع هو كبرياء مدينة!