من حقك أن تناقش أية فكرة لا تعجبك، ومن حقك أن تكره أي نادٍ تريد، فمن أساسيات حقوق الإنسان حرية التعبير وحرية التفكير، ولكن ليس من حقك أن تشوه سمعة من تكره، ولا أن تغير الحقائق حسب ميولك.
سبب هذا الكلام تعليق «صغير» على تغريدة كتبتها يوم فاز العين الإماراتي على ولينجتون النيوزيلندي، بعدما كان متأخراً بثلاثة أهداف كاملة، فعادل، ثم فاز بركلات الترجيح.
التغريدة كانت تقول «الكبار وحدهم يعودون من بعيد ثم يفوزون... ألف مليون مبروك، العين لمواجهة الترجي في كأس العالم للأندية».
والتعليق كان يقول «الكبار» وحدهم يعودون أمام الكبار، إذا خصمك صغير وطبيعي تفوز وتطلع الشوط الأول «خسران» 3 أي كبار وأي فوز تتكلم عنه».
أولاً لا صغير في عالم كرة القدم، ثانياً، حدث أن العين تأخر بثلاثية إن كانت أمام «صغير أم كبير»، فمن يتأخر بثلاثية أمام أي كان، لابد وأن تهتز أعصابه وثقته بنفسه، وأعرف جماهير «غير العيناوية» تركت الملعب، بعدما تأخرت فرقها بالثلاثة، ولكن الذي حدث أن جماهير العين آزرته ووقفت معه حتى فاز، والذي أعرفه أنه حسب الاتحاد الدولي، فإن العين هو أول فريق في كؤوس العالم للأندية، يحوّل تأخره بثلاثة أهداف إلى فوز، وهو أول فريق في العالم يلعب الافتتاح بطلاً لبلاده ومستضيفاً للبطولة في نسخها السابقة، ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن ينكر حقيقة أن العين هو أول ناد عربي وآسيوي، يحقق لقب دوري أبطال آسيا بنسخته الجديدة عام 2003، ولا التشكيك في ألقابه وإنجازاته، وإذا كانت ألمانيا قد خسرت من الجزائر في كأس العالم بإسبانيا عام 1982، فهذا لا يعني أن ألمانيا ضعيفة، ولا يعني أن الجزائر قليلة أو ضعيفة، ففي أفريقيا الجزائر قوة مرهوبة الجانب، ولديها نجوم أحرز أحدهم لقب دوري أبطال أوروبا مع بورتو وهو مادجر، وأحرز الثاني الدوري الإنجليزي مع ليستر ولقب أفضل لاعب في الدوري هناك، وهو محرز.
كلمة «صغير» و«كبير» نسبية ولا أهمية لها في عالم الكرة، وحتى لو كان ولينجتون فريقاً بلا ألقاب أو إنجازات، إلا أنه فريق طامح لترك بصمة ولعب بقتالية وروح عالية ويجب احترامه واحترام ريمونتادا العين، حتى لو خرج العين بعدها من كأس العالم للأندية، فهذا لم ولن يقلل من قيمته زعيماً لكرة بلاده والأرقام تشهد.