أن تكون زعيماً، أن تمتلك شخصية وهوية وتحمل على عاتقك مسؤولية، أن تتحمل الضغوط في أصعب الأوقات، وتكون لديك القدرة على تحمل الألم والجرح، حتى تهدي الناس شلالات من الفرح، هو أن تكون دائماً في الواجهة، وحديث الناس، أن تحافظ على القمة، أن تكون عند حجم التطلعات، ولا تتوقف عند نقطة معينة، أن تكون زعيماً هو قدر، هو فن تحويل لحظاتك الصعبة إلى أمجاد وفخر.
حتى في عودته يصر العين على أن يترك في التاريخ بصمة وعلامة، حتى وهو يتعرض لظروف تكون فيه الآمال شبه معدومة، غير ممكنة، مستحيلة، يكفي أن يبرز الشعار، ويتراءى أمام الأنظار تاريخ شامخ سطرته أجيال وحافظت عليه أجيال، عندها تتغير الأمور من حال إلى حال، وتكون الدوافع والحوافز كافية لاستنهاض الهمم، وتحدي الذات، ولعل الدافع الأكبر هو اللقب الأشهر، «زعيم الإمارات».
أمس الأول كان افتتاح مونديال الأندية، والعين قبل ضربة البداية يتعرض لظروف فيها ما يكفي لتفكيك معنويات وقدرات أي فريق، والإجهاز على طموحاته، غيابات في اللحظات الأخيرة، إصابات، ومع ذلك لابد من الإصرار على النصر، أليس العين بمن حضر، ألم تكن 50 عاماً بها الكثير من مثل هذه اللحظات التي تشكلت منها شخصية «الزعيم» الذي يذلل الصعب، ويصيغ منه أمجاداً وتاريخاً مكللاً بالذهب.
العين وبعد ربع ساعة من البداية يجد نفسه متأخراً بهدفين، ويزداد الطين بلة فتتدخل تقنية الفيديو لتلغي هدف التقليص وتتضاعف صعوبة الموقف بهدف نيوزيلندي ثالث، ما بين مكذب ومذهول لما حصل، حتى يفقد البعض الأمل، وحدها هناك في المدرجات حافظت على رباطة جأشها، واصلت تشجيعها، لم يتسرب اليأس إلى صدورها، تلك هي الجماهير التي لها رؤيتها ونظرتها ويختلف تقييمها، هي التي تعرف أكثر من الآخرين أصالة معدن زعيمها.
عاد العين في مشهد لم يحدث سابقاً في تاريخ مونديال الأندية، عاد ليضيف سطراً جديداً في سجلات التاريخ، هو لم يتوقف يوماً عن الكتابة، أما تلك الجماهير فهي التي تستحق الإشادة، فمن الذي منحها تلك الثقة بالعودة؟ ومن الذي أخبرها عن السيناريو الذي حدث بشكل مسبق؟، لماذا تشبثت بالأمل؟، وكأنها كانت تعرف دون غيرها أن فريقها سيعود بشكل أقوى، تلك هي الجينات، وذلك هو لون البنفسج الذي عودها على عدم الاستسلام، والتمسك بالأحلام، وذلك السيناريو الذي حدث هو الذي يضاعف من قيمة الفرحة، ويجعل المشهد عظيماً، وذلك هو المعنى الأكيد لحقيقة: «أن تكون زعيماً».