أعترف بأنني تورطت عندما كتبت مقالتي الثانية لـ«الاتحاد» حول كأس العالم للأندية، والسبب أنني كتبتها قبل انطلاق لقاء العين مع ولينجتون النيوزيلندي بطل أوقيانوسيا، لأسباب تتعلق بتوقيت النشر، وكنت افترضت وتوقعت أن يفوز العين «من دون مشاكل ولا صعوبات كبيرة»، وعندما كنت في الملعب بدعوة كريمة، وتعامل راقٍ من أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي، عارف العواني الذي غرّقنا بلطفه، كانت الدهشة والتعجب هما «أسياد» الموقف بعد ربع ساعة تقريباً على بداية الشوط الأول، لأن العين تأخر بهدفين وزاد التعجب، وزاد «التورط» بعد الهدف النيوزيلندي الثالث «علماً بأنني سمعت، والعهدة على الراوي، أن النيوزيلنديين كانوا قد حجزوا رحلة العودة صباح يوم الخميس أي أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يفوزوا على العين».
خلال الشوطين كانت هناك دردشات بيني وبين الزملاء والأصدقاء «مع حفظ الألقاب» يعقوب السعدي، وأسامة الشيخ، وعلي سعيد الكعبي، وسامي الجابر، وعارف العواني، وسهيل العريفي، حول ما حدث في الشوط الأول، ولكني لم أجد أحداً منهم، وقد أصابه الإحباط أو الهلع، حتى علي سعيد الكعبي العيناوي «بعشق لا محدود»، فقد أجمع الكل على أن العين قادر على العودة، خاصة بعد تسجيل هدف التقليل، قبيل نهاية الشوط الأول، وأجمل عبارة سمعتها كانت من سامي الجابر الذي قالها، وعلى وجهه ابتسامة كبيرة: العين قادر على «ريمونتادا» في الشوط الثاني، وهو ما حدث فعلاً، خاصة بعد دخول بيرج الذي حرك الأجواء كثيراً مستثمراً الحركة الدؤوبة والنشاط الكبير لكايو والشحات الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته مع العين، وأعتقد أن بيرج كان قادراً على إنهاء المباراة في وقتها الأصلي، وهو ما أظهر بكل بساطة الشخصية الحقيقية لـ «الزعيم» العيناوي الذي وقف معه 15270 مشجعاً لم يسكتوا لحظة، وقدموا لنا صورة رائعة من المساندة والدعم والوفاء والتشجيع، برغم فداحة ما حدث في الشوط الأول.
وأعتقد أن مواجهة السبت بين العين والترجي ستكون مباراة للتاريخ والذكرى أمام بطل أفريقيا الذي يشارك في كأس العالم بـ«ريمونتادا» مذهلة في تونس، بعدما خسر من الأهلي في ذهاب النهائي 3 - 1، ولكنه عاد وضرب في الإياب بقوة وبثلاثية نظيفة، وأنا متأكد أن ستاد هزاع بن زايد لن يكون فيه موطئ لقدم، فالتذاكر نفدت حتى قبل مواجهة العين مع ولينجتون.