الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الخيال المندس الذي يكون نظرتنا للعالم

الخيال المندس الذي يكون نظرتنا للعالم
30 مايو 2017 23:14
إيمان محمد(أبوظبي) في مبحث شائق، يتعقب الباحث العراقي سعيد الغانمي نصوص الأساطير والفلسفة والتاريخ القديم في بلاد الرافدين، بحثاً عن البلاغة المعرفية في تلك النصوص، وصولاً إلى العلم الوصفي، في كتابه «فاعلية الخيال الأدبي»، والذي حصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب هذا العام في فرع الفنون والدراسات النقدية. ورأت الجائزة أن الكتاب، الصادر عن منشورات الجمل 2015، يعالج موضوعاً نقدياً دقيقاً يقع في تخصصات عدة بين الفلسفة والأسطورة والآثار والتاريخ القديم، بالاستعانة بمرجعيات متعددة، مع توظيف لمجموعة كبيرة من المصطلحات والمناهج النقدية الحديثة على نحو منهجي سليم. ويكشف الكتاب عن تحولات الخيال الأدبي في الأسطورة والعقل والعلم، وكيف يعمل على مستويين مختلفين، في اللغة من حيث هي منظومة نظرية أو كفاءة، وفي اللغة من حيث هي استعمال تطبيقي أو إنجاز، معتمداً الإطار التعاقبي التكويني حصراً، ويقول في مقدمة الكتاب «ظل نقاد الأدب يحلمون دائما بالتوصل إلى صيغة يكون فيها الأدب عمداً من أعمدة نظرية المعرفة، لكن هذا الحلم بقي يستعصي على التحقيق، مادام الفلاسفة والمفكرون الذين يشتغلون بنظرية المعرفة يعتقدون أن الأدب مجرد انحراف مزوق عن اللغة العقلية المعيارية، منذ أن رأى أرسطو أن هناك «بنية منطقية للغة» لابد أن يلتزمها حراس التفكير العقلي النظري، وأن الشعر والخطابة والأدب مجرد انحراف تتفاوت حظوظه الجمالية عن هذه البنية المنطقية». ويرصد الغانمي النصوص النقدية التي ترى الأدب لا يقل خطورة عن الفلسفة والتفكير العقلي في تشكيل الوعي الإنساني بما يجعله يرقي إلى أن يكون عنصراً مكوناً من عناصر نظرية المعرفة، وهي النصوص التي بدأت تتكاثر في القرن العشرين، ويعتبر الغانمي كتابه مكملاً لهذه الجهود، إذ يعتقد أن الخيال الأدبي قد مر بأطوار ثلاثة، هي على التوالي: الخيال الأسطوري القديم، والخيال اليوتوبي في عصر الفلسفة والعقل، ثم الخيال العلمي بعد سيادة اللغة العلمية الوصفية في العصر الحديث، وهذا الخيال يندس متنكراً في أشكال مختلفة ليكون نظرة الإنسان النقدية إلى عالمه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©