الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البرياني» و«القيسي» و«الكاهي».. تتصدر مائدة العراقيين

«البرياني» و«القيسي» و«الكاهي».. تتصدر مائدة العراقيين
30 مايو 2017 17:19
ماجدة محيي الدين (القاهرة) يعتمد التواصل الثقافي بين الشعوب على معرفة بعض العادات والتقاليد المتوارثة، ومنها الآداب والمعارف والفنون، وأحدها فن الطهو الذي يعكس ملامح شعب ما، وربما جزء من تاريخه وحضارته، وفي العراق كثير من العادات والتقاليد المتوارثة، بعضها أصيل، وجزء منها نتيجة تداخل حضارات وثقافات وافدة، وينطبق الأمر نفسه على نوعيات الطعام، وعلى سبيل المثال «البرياني العراقي» الشهير الذي يعد طبقاً رئيساً في العديد من المناسبات، خاصة ولائم شهر رمضان. اختلفت الروايات عن أصل «البرياني»، حيث يرجح البعض أنه يعود إلى فترة حكم المغول، وكان في البداية وجبة للفقراء يتم إعدادها من بواقي الطعام من المطبخ الملكي، فيما يروي آخرون أنه كان معروفاً قبل تلك الفترة بكثير، لأن الأرز كان أحد أقدم النباتات التي زرعها العراقيون، وأنهم استوحوا من بلاد الهند النكهات الجذابة الشهية التي أضفت على طعم «البرياني» مذاقاً مميزاً نتيجة خلطة من التوابل والبهارات بكميات محددة. ويعتبر المطبخ العراقي نموذجاً للتنوع والثراء، حيث برع العراقيون في استيعاب ما هو جديد وصهره في الخصوصية العراقية الأصيلة، وإضافة لمسات ونكهات لكل نوعية من الطعام، والطريف أنهم جعلوا مواسم لأكلات معينة، وأحياناً لكل صنف توقيته مثلا خبز «السياح» لدى الجنوبيين لا يؤكل إلا صباحاً. أما فطيرة «الطابك»، فهي لا تؤكل إلا ساخنة في الغداء أو على الإفطار في رمضان، وهناك «الطابك» الذي يعتمد على غرس السمك بعجينة أرز ويتم طهوها في أفران أو على الجمر، ولا يقل عنها شهرة «العروق» الذي يتمتع بشعبية كبيرة في مختلف أرجاء العراق، ويعتمد على غرس قطع من اللحم في عجينة من القمح، وكانت قديماً تخبز في أفران خاصة. ويتقدم حساء «القيسي» المائدة الرمضانية، حيث يفضله العراقيون عن غيره من أنواع الحساء باعتباره وجبة شهية ومغذية، ويتم إعداده من المشمش المجفف، واللحم، أو الدجاج، واللوز، والدبس، والهيل، وهو أكلة عراقية أصيلة، يتم نقع المكونات الجافة لمدة ساعة، ثم تغسل وتصفى من الماء، ويتم تحمير اللحم أو الدجاج، ثم يضاف إليه الماء والهيل، ويترك على نار هادئة حتى ينضج ويصفى، وتتم إضافة المكونات الجافة اللوز والمشمش التي يتم نقعها وتقلب في الزيت لمدة دقيقتين، ثم يضاف مرق اللحم أو الدجاج ومقدار من السكر والدبس وقليل من الملح، بعد أن يغلي تقلل النار، ويترك على نار متوسطة 25 دقيقة، ويقدم مع الأرز الأبيض. ويأتي «الكاهي والقيمر» كأحد أشهر الأكلات الشعبية العراقية المتوازنة، وهي معروفة في سائر المدن، ويتزاحم العراقيون على هذا الصحن في الأيام العادية باعتباره أشهى وجبة للفطور الصباحي، وكذلك في صباح العيد، وهي موجودة ضمن فطور «العرسان»، وكثير من الأسر تعدها للإفطار أيام الجمع، وتنتشر العديد من المحال المتخصصة في إعدادها، وهي حلوى لها نكهة خاصة، ويتم إعداد الكاهي من دقيق القمح والماء والزبد والسمن، وتشبه الفطر المصري، لكنها يتم حشوها «بالقيمر»، نوع من الكريمة، ويضاف إليها العسل، وهي حلوى لا تنقطع طوال رمضان، إلى جانب غيرها من الحلويات مثل البسبوسة والكنافة والبقلاوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©