ما يحدث في السياسة القطرية يحتار منه وفيه الفطين.. وما يستوقف المتابع حديث قادة قطر عن العلاقة الاستراتيجية مع إيران، وأي علاقة هذه تربط دولة عربية، خليجية مع كيان أسس على العنصرية والشوفينية، وكره كل ما يمت للعروبة.. ولا أعتقد أن ساسة قطر يجهلون هذه المعلومة، الأمر الذي يجعلنا نستريب من التدفق بسرعة الوديان الطائشة باتجاه إيران والتشدق بمصطلحات أقل خطورة فيها، أن قطر ما هو الثقل الإقليمي الذي تشكله، من حيث الجغرافيا والتاريخ إذ تعدو باتجاه دولة من أسس أجندتها السياسية والعقائدية، السيطرة والاستيلاء والامتداد باتجاه الآخر بذريعة نشر عقيدة هي في جذورها التاريخية قائمة على غرس الشقوق في الجدران وبث الهواء الفاسد في الغرف والأفنية واحتكار الفكر إلى درجة الاختزال وإثارة النعرات الصفوية في أي مكان تطأ فيه أقدام الحرس الثوري الإيراني. ما يجعلنا نأسف ونتحسر ونشعر بالأسى والحزن أن قطر كشعب جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الخليجي العربي، وأن الانزلاق في مستنقع إيران هو تسويف هذا النسيج وتجفيف منابعه الصافية ليصبح الشق واسعاً إلى درجة الإسفاف والاستخفاف بقيمة الثوابت، والالتفاف على الحقائق لتصير السياسة الحمقاء مربط الأفراس في المناطق الخطرة وتغدو القرارات العصبية والمتوترة حقل الألغام الذي يزرعه من في نفوسهم شطط وغلط ولغط.. ، وكان لابد من منطق يحرك القفزات ولابد من رؤية تتكئ على العقل تدفع بالتي هي أحسن، لا أن يخرج من بين دهاليز الحكم شطحات تثير الغبار وتشعل السعار وتحرك ألسنة النار باتجاه الأشقاء.. نقول أول من سيصيبه هذا الأوار هو الشعب القطري وأول من سيحترق هو المنزل القطري لأن الانحياز إلى إيران من دون العرب والاستناد إلى الإخوان من دون المنطق الذي يقول إن الإخوان اتخذوا شريعة الخيانة كوسيلة وحيلة منذ التأسيس سنة 1928م.. ومنذ أن صدح وصرح حسن البنا أن المشروع الإخواني هو مشروع «عالمي» وكلمة عالمي تعني الكثير وتدل على الأكثر كون التوجه إلى العالم بسلاح الفكر الهدام وليس قطر بالقلعة التي يصعب على هؤلاء من أن يقلبوا هرمها إلى حضيض حفيض، بل أدنى من عمق بئر مهجور، لا تسكنه إلا الحشرات الضارة.. وسوف يندم من فكر في زرع الفتنة يوم لا ينفع الندم، لأنه بعد أن يقع الفأس في الرأس لن يفيد إعادة ترميم الجدران المهدمة.. أما عن دول الخليج فهي قادرة على مواجهة الموقف بحكمة قادتها وفطنة من أسسوا فكرهم على اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب.