طهران (وكالات)
تتصاعد بوادر أزمة سياسية داخلية في إيران على خلفية الانتخابات الأخيرة، في وقت توعد المرشح المهزوم المحافظ إبراهيم رئيسي بمواصلة التصعيد بشأن ما قال إنه تزوير في الانتخابات، وطالب السلطة القضائية والمجلس المشرف على الانتخابات بالتحقيق. وفي الوقت نفسه وبخ رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني أمس بشدة الرئيس حسن روحاني دون أن يسميه بسبب ميله لإطلاق اثنين من زعماء المعارضة يعيشان تحت الاقامة الجبرية. وقال له «من أنت لتنهي الاقامة الجبرية؟».
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن رئيسي قوله إن «التلاعب بأعداد المشاركين غير لائق. وعدم إرسال بطاقات الاقتراع إلى المراكز التي يكون لمعارض الحكومة رئيسي فرصة للحصول على أصوات فيها ،غير لائق للغاية».
وقال «أطلب من مجلس صيانة الدستور والسلطة القضائية عدم السماح بالتعدي على حقوق الشعب. إذا لم ينظر في هذا التلاعب في الأصوات فإن ثقة الشعب ستتأثر بشدة». ومجلس صيانة الدستور هو الذي يشرف على الانتخابات ويدقق في طلبات الترشح. وأقر المجلس بالفعل نتائج الانتخابات.
لكن تصريحات رئيسي تعد إشارة على أنه وأنصاره سيواصلون مقاومة روحاني الذي فاز بفضل وعود بدعم الحريات الاجتماعية وتحسين سجل حقوق الإنسان وفتح إيران أمام الاستثمارات الغربية.
وتضمنت وعوده الإفراج عن مرشحين رئاسيين سابقين هما مير حسين موسوي ومهدي كروبي إضافة إلى زوجة موسوي الموضوعين رهن الإقامة الجبرية منذ العام 2011.وقد انتقد رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني أمس الرئيس روحاني دون أن يسميه. وقال إن «أحد المرشحين قال خلال تجمع لانصاره إنه يريد رفع الاقامة الجبرية» عن الزعيمين الاصلاحيين، متسائلا «من أنت لتنهي الاقامة الجبرية؟، كما نقلت وكالة «ميزان-اون-لاين» التابعة للسلطة القضائية.
ويشير لاريجاني بذلك إلى موسوي وكروبي المرشحين للانتخابات الرئاسية 2009 واحتجا على إعادة انتخاب الرئيس المتشدد السابق محمود احمدي نجاد. وقد قادا حركة احتجاج وتظاهرات قمعتها السلطات.وخلال التجمعات الانتخابية، طالب أنصار روحاني بالافراج عن موسوي وكروبي. وفي أحد المهرجانات خارج طهران أكد روحاني أنه إذا حصل على عدد من الاصوات أكبر من تلك التي حصدها قبل أربعة أعوام، فسيكون لديه قوة أكبر لرفع الإقامة الجبرية عنهما.
وخلال حملتهما الانتخابية تبادل روحاني ورئيسي الانتقادات باستخدام لغة نادرا ما تُسمع علناً في الأوساط السياسية . فاتهم روحاني رئيسي بارتكاب انتهاكات أثناء عمله في القضاء وبدوره اتهمه رئيسي بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد. وقالت الوكالة إن رئيسي، وهو رجل دين خدم في سلك القضاء لسنوات طويلة، أدلى بتصريحاته هذه وسط حشد من أنصاره الليلة قبل الماضية.
عدد اليوم
