الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخنساء.. شاعرة الرثاء مثال للتضحية

30 مايو 2017 14:41
سلوى محمد (القاهرة) نشأت الشاعرة تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية في بيت عز، وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر عرفت بشاعرة الرثاء في العصر الجاهلي، وبعد ظهور الإسلام أسلمت مع وفد من قومها وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لُقبت بـ «الخنساء» لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه، تركت الشعر جانباً بعد إسلامها واشتغلت بتلاوة القرآن الكريم، وأنشدت الشعر بعد إسلامها في مناسبات خاصة. عُرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية، تزوجت ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي، وأنجبت منه أربعة أولاد، هم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. شجعت أبناءها الأربعة على الجهاد ورافقتهم مع الجيش في موقعة القادسية بين المسلمين والفرس في عهد عمر بن الخطاب وأوصتهم قائلة «تفلحون فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين، فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين»، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعاً، وعندما علمت بالخبر لم تجزع ولم تبك، وصبرت، وقالت: «الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته». قُتل أخوها معاوية، فقام أخوه صخر بأخذ ثأره لكنه أصيب بطعنة، ثم مات فحزنت وعميت من شدة البكاء، وكان أكثر مراثيها فيه بسبب صلاته الحميمة وعطفه عليها وإيثارها بما لديه من مال على نفسه وأهله مما عمّق محبته في قلبها. وبعد مقتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، كانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول إنها أعظم العرب مصيبة، وفي سوق عكاظ التقت الخنساء فسألتها من تبكين يا هند فقالت: أبكي عميد الأبطحين كليهما وحاميهما من كل باغ يريدهـا أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدهـا أولئك آل المجد من آل طالب وفي العز منها حين ينمى عديدها فقالت الخنساء: أبكي أبي عمراً بعين غزيرة.. قليل إذا نام الخلي هجودها وصنوي لا أنسى معاوية الذي.. له من سراة الحرتين وفودها وصخرا ومن ذا مثل صخر إذا.. غدا بساحته الأبطال قزم يقودها فذلك يا هند الرزية فاعلمي.. ونيران حرب حين شب وقودها لم تكن امرأة أشعر منها وكان الرسول يعجبه شعرها، ويقول لها: «هيه يا خناس ويومئ بيده»، قال عدي: يا رسول الله إن فينا أشعر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس، فقال له النبي: سمِّهم، فقال: فأما عن أشعر الناس، فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس، فهو حاتم بن عدي «أبوه»، وأما عن أفرس الناس، فهو عمرو بن معد يكرب، فقال له الرسول: ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو. توفيت الخنساء مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد أن ضربت أروع الأمثال للمؤمنات في التضحية، وقدوة في الصبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©