يهل علينا شهر الخير والبركات، شهر رمضان المبارك هذا العام، ونحن في رحاب عام الخير الذي وجّه به قائد مسيرة الخير، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. والذي شهد كذلك إطلاق راعي المبادرات وفارس الإيجابية، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للخطة الاستراتيجية الوطنية لعام الخير التي تشتمل على أكثر من 1000 مبادرة وبرنامج وفعالية، شاركت في إعدادها 100 جهة حكومية وخاصة. كما أطلقت إمارات الدولة خططها المحلية التي تضم ما يزيد على 1400 مبادرة وفعالية وبرنامج. في هذا الشهر الفضيل، تكثف مبادرات الخير في بلاد «زايد الخير»، ولعل واحدة من أهم المبادرات التي سنشهد بعضاً من نتائج أعمالها هي مبادرة بنك الإمارات للطعام الذي ظهر للوجود بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد، وهو البنك الذي سيتعامل مع فائض الطعام ونقله لمن يحتاج، ليس هذا فحسب، وإنما المساهمة في إعادة صياغة ثقافة أفراد المجتمع في طريقة التعامل مع النعم التي حباها الله لهم، ومنها الطعام ووفرته. وإذا كانت هناك من كلمة فيما يتعلق بالكثير من المظاهر والصور والمشاهد السلبية خلال الشهر الفضيل حول طريقة تعامل كثيرين مع هذه النعمة، فهي نصيحة للشباب الذين يجعلون من وسائط التواصل الاجتماعي منصات للتفاخر والاستعراض، وهم يصورون الموائد العامرة من دون مراعاة لمشاعر الآخرين، بدلاً من أن يوظفوا قدراتهم تلك في تسليط الضوء على قضايا مهمة أو حالات إنسانية بحاجة إلى مد يد العون والمساعدة، لا من يستعرض ويتفاخر بتصوير الطعام وموائده العامرة، في مسلك غريب ودخيل على عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة. وخلال الشهر الكريم نلمس جهوداً استثنائية لمؤسساتنا الخيرية والإنسانية لنقل جود الإمارات كعادتها دائماً لكل محتاج، ومن تقطعت بهم السبل، والفئات المحرومة في مشارق الأرض ومغاربها، وتبث في النفوس الأمل بأن لهم إخوة في الإنسانية، يحرصون على الوجود بينهم، لرسم الابتسامة على وجوه محرومة، ويساعدونهم على إعادة بناء حياتهم بصورة كريمة تليق بالإنسان. مبارك عليكم الشهر، سائلين العلي القدير أن يوفق الجميع لصيامه وقيامه، ويتقبل منا ومنكم الطاعات، ويديم على هذا الوطن الغالي النعم، ويحفظ قادته، لتظل إمارات الخير منارة ساطعة للخير والعطاء.