الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا.. إجراءات لمنع الهجمات

26 مايو 2017 22:07
إن إجراءات مكافحة الإرهاب التي تتخذها بريطانيا في الملاعب ومحطات القطارات والمطارات والمواقع الأخرى تعد على نطاق واسع من بين أكثر التدابير تقدماً في العالم. وعلى الرغم من ذلك، لم تكن هذه الإجراءات قادرة على منع الهجوم الذي وقع في مانشستر، وهو الهجوم الأكثر تدميراً على الأراضي البريطانية منذ تفجيرات لندن في عام 2005، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن ما يتعين القيام به أكثر من ذلك. وعلى غرار بريطانيا، بادرت الدول الأوروبية الأخرى بتعزيز الإجراءات الأمنية في السنوات الأخيرة، حيث أدخلت برامج أمنية وتقنيات عالية التكنولوجيا حتى في المناسبات الرياضية أو الثقافية الصغيرة. بيد أن هجوم مانشستر أكد كيف أن بإمكان المهاجمين تعديل تكتيكاتهم القاتلة حتى مع الخطط الأمنية الشاملة. ويقول المحلل الأمني «دانييل فالكينر»: «يبدو أن الهجوم قد حدث في الممر الذي يقع بين الملعب ومحطة فيكتوريا، ما يشير إلى أن مرتكب الهجوم قد شعر بأن مستوى الأمن في الملعب نفسه يشكل عائقاً كبيراً لنجاح عمليته إذا نفذها بالداخل». ويبدو أن الهجمات الأخرى التي شهدتها أوروبا في الأشهر الـ12 الماضية كان من الصعب منعها. وقد تم وقف حادث الدهس الذي وقع في شهر مارس في لندن في غضون دقائق، غير أن المهاجم كان قد قتل بالفعل عدة أشخاص، وأصاب أكثر من 50 آخرين. وتقول السلطات إن الهجوم الذي وقع أيضاً في سوق لبيع مستلزمات رأس السنة في برلين في شهر ديسمبر الماضي كان من المستحيل تقريباً منعه. ومع ذلك، يدافع بعض خبراء الأمن عن الجهود الأخيرة باعتبارها أكثر نجاحاً من الجهود المعترف بها عموماً. ويقول السير «ديفيد أوماند»، المدير السابق لوكالة الاستخبارات البريطانية، والذي تولى وضع جوانب عديدة من استراتيجية مكافحة الإرهاب في البلاد، إن أحد الإجراءات الأمنية التي كان من السهل تنفيذها يتمثل في إقامة أماكن لوقوف السيارات بعيداً عن مواقع الأحداث لمنع المركبات من الاقتراب من الحشود الكبيرة. والحال أن منظمي المناسبات في أوروبا يستعدون عادة لأسوأ السيناريوهات، ومن ذلك مثلاً ما يمكن أن يتخذ من تدابير عندما يكون الهجوم جارياً. كما تواصل أيضاً مسؤولو الحكومة البريطانية مع مالكي مراكز التسوق وغيرها من الأماكن العامة لتدريب الموظفين، ولمناقشة الترتيبات الأمنية القائمة. وفي شوارع لندن وأماكن أخرى، سيكون تأثير الهجوم الذي وقع في حفل موسيقي في مانشستر واضحاً على الفور مع رفع حالة التهديد الأمني في البلاد إلى أعلى المستويات. ويقول أوماند إن «عدد الضباط المسلحين قد زاد، بما في ذلك وحدات الاستجابة السريعة المسلحة مع وجود الدعم العسكري إذا لزم الأمر، للتعامل مع الهجمات والمخاطر المستجدة». ومن جانبها، أعلنت رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» أن الجنود سيتم نشرهم الآن بشكل أكثر تكراراً وكثافة في جميع أنحاء البلاد، وسيصبحون أكثر وجوداً في الشوارع بشكل خاص. ويعد هذا تحولاً مهماً بالنسبة لدولة ظلت لفترة طويلة تحرص على جعل إجراءات مكافحة الإرهاب غير مرئية قدر الإمكان. وعلى سبيل المثال، فإن الحواجز الأمنية حول بعض الملاعب تم تحويلها إلى أعمال فنية لتشتيت الانتباه عن هدفها الحقيقي. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©