السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رئاسة «مون».. بداية واعدة

26 مايو 2017 22:06
بعد أسبوعين من فوزه في الانتخابات، نجح رئيس كوريا الجنوبية «مون جيه-إن»، أو كما يسمونه «مون-باما» في نيل إعجاب الأمة التي هزتها الفضيحة التي نالت من الرئيسة السابقة، بل إن البعض بات يقارنه مع باراك أوباما بسبب سلوكه الهادئ، ووضع النجومية الذي حصل عليه كل منهما في الأيام الأولى لهما في السلطة. وفي حين أن فترات شهر العسل طبيعية عادة بالنسبة للقادة الجدد، إلا أن تركيز «مون» على التواصل مع المواطنين الكوريين العاديين يدل على أنه قد تعلم من رحيل الرئيسة السابقة المعزولة «بارك جيون هاي»، التي كان ينظر إليها على أنها متحفظة وفاسدة. ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان سيتمكن من تحويل شعبيته إلى انتصارات تشريعية -ولا سيما فيما يتعلق بإصلاح تكتلات الشركات التي تديرها عائلات والمعروفة باسم «الشيبول». وفي هذا السياق يقول «لي جاي- موك»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هانكوك في سيؤول «ربما تساعد نسبة التأييد المرتفعة الآن الرئيس مون على الدفع ببعض بنود أجندته، بيد أن هذا التأييد قد يتراجع بمرور الوقت». وأضاف «هناك قضايا ليبرالية ومحافظة لا يتفق عليها الناخبون، مثل ما إذا كان من الجيد السعي لإقامة حوار مع كوريا الشمالية». ويعد «مون»، وهو محام سابق في مجال الحقوق المدنية، هو أول رئيس ليبرالي منذ ما يقرب من عقد من الزمن. وعلى عكس «بارك»، ابنة الديكتاتور الذي حكم البلاد لما يقرب من عقدين من الزمن، فإن «مون» ينحدر من أسرة من نازحي كوريا الشمالية. وقد ظهرت صور «مون» كرجل من الشعب مراراً وتكراراً على شاشة التلفزيون الكوري منذ الانتخابات. فقد ظهر وهو يعانق أسر الضحايا عند النصب التذكاري للانتفاضة المؤيدة للديمقراطية، وظهر أيضاً هو يحمل صينية غذائه في كافيتيريا، وكذلك وهو يجلس تحت شجرة على أرض في البيت الأزرق الرئاسي مع كبار مساعديه، وقد خلع سترته وحمل فنجان القهوة. وتعتبر «تشوي بيونج- هوا»، وهي مديرة في شركة بناء في سيؤول، واحدة ممن يرون أوجه تشابه بين «مون» وأوباما. وعن ذلك تقول «كنت أشعر بالإحباط عند مشاهدة التقارير الإعلامية عن بارك والأشخاص الذين ارتكبوا مخالفات، ولكن مشاهدة الأخبار في التلفزيون أصبحت أمراً ممتعاً حقاً في هذه الأيام»! ومع ذلك أضافت أنها لم تصوِّت لـ«مون». واستطردت: «إن المجتمع الكوري هرمي جداً، وأن ترى الشخص رقم واحد في السلطة يتجنب الرسميات، فهذا أمر مشجع للغاية». ومن ناحية أخرى، ظهرت «بارك» في المحكمة يوم الثلاثاء لأول مرة منذ سجنها بتهمة الحصول على رشاوى في شهر مارس، وقد أنكرت التهم الـ18 التي وجهت إليها. وعندما تركت منصبها، كانت نسبة شعبيتها منخفضة بدرجة لا مثيل لها. وعلى النقيض من ذلك، فقد بلغت شعبية «مون» مستويات فلكية، فقد وجد استطلاع للرأي أجراه مركز «جالوب» في 19 مارس أن 87% من المشاركين في الاستطلاع يحملون نظرة إيجابية لمستقبل أدائه، وهي النسبة الأعلى منذ أن بدأ «جالوب» في إجراء هذا الاستطلاع هناك عام 1993. وفي يوم الأربعاء الماضي، حملت الصفحات الأولى للصحف الثلاث الرئيسة في كوريا الجنوبية صوراً مختلفة تماماً للرئيس «مون» و«بارك» في اليوم السابق. فقد ظهر «مون» وهو يحضر مراسم تذكارية للرئيس السابق «روه مو- هيون»، بينما ظهرت «بارك» وهي تجلس في قاعة المحكمة بجوار صديقتها الحميمة والمدعى عليها في القضية أيضاً «تشوي سون- سيل»! ويرى «يو هاي – يون»، وهو أستاذ مساعد في العلوم السياسية بجامعة «فاندربيلت»: «أن صورة مون وهو يتناول القهوة مع موظفيه لا تظهر شخصيته فحسب، بل تشير أيضاً إلى أن الحكومة الجديدة ستكون أقل اعتماداً على التدرج الوظيفي وأكثر انفتاحاً على الآراء المتنوعة». كما اكتسب «مون» نقاطاً لصالحه من خلال تعيينات الموظفين التي اتخذها. فقد اختار بعض المرشحين ممن لا علاقة لهم به بصفة شخصية على العكس من «بارك»، التي تم عزلها بسبب علاقتها بصديقتها الحميمة التي تمارس نفوذاً غير مناسب في شؤون الدولة، كما قام «مون» أيضاً بترشيح عدد من النساء في مناصب رئيسة. واختار «مون» مستشارة الأمم المتحدة «كانج كيونج- وا» لتشغل منصب وزير الخارجية. وإذا ما تأكد الأمر فستكون هي أول سيدة ترأس الوزارة التي يمتد عمرها 70 عاماً. ولأول مرة في تاريخها الذي يرجع لنصف قرن من الزمن، ترأس سيدة وزارة شؤون المحاربين القدامى، وهي قائدة طائرة هليكوبتر سابقة أجبرت على الاستقالة من وزارة الدفاع بعد إصابتها بسرطان الثدي. ووفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجراه مرمز «جالوب»، فقد وافق 60% من المشاركين على اختيار «مون» لرئيس الوزراء، بينما أيد 23% فقط مرشح «بارك» في بداية فترة ولايتها،، بحسب استطلاع مماثل. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©