كانت الرحلة رقم 573 التابعة للخطوط السعودية تقترب من مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض، عندما سمع الركاب قائد الطائرة عبد العزيز العنزي يعلن بدء الهبوط التدريجي، ويفاجئ مسافريه قائلاً: «أهنئ أشقاءنا في دولة الإمارات بيومهم الوطني، متمنياً لهم دوام التقدم والرخاء والازدهار والأمن والأمان».
في المطار كانت العبارات الترحيبية وأعلام الإمارات تزين المداخل، ومكاتب مأموري الجوازات، وقاعات المطار المترامي الأطراف، بينما كانت اللوحات المنتشرة في مختلف مناطق المدينة، وكذلك لسان حال الأشقاء هناك، تردد عبارات «فخركم فخرنا، عزكم عزنا»، وهم يشاركوننا فرحتنا باليوم الوطني السابع والأربعين. وكانت ألوان علم الإمارات تزين برج المملكة، أحد أبرز وأشهر معالم المدينة التي تستعد للاحتفال باختيارها «عاصمة الإعلام العربي».
كان حرص الأشقاء على مشاركتنا هذا اليوم الخالد في تاريخ الإمارات حرصاً لافتاً، عبر عن ما يبادلونه أشقاءهم الإماراتيين من حب وود واعتزاز وفخر بما يجمعهم من روابط تاريخية مشتركة، ووشائج القربى والمصير المشترك.
وقد تشرفت بتمثيل الصحيفة التي انتمي لها «الاتحاد» في الفعالية الكبيرة التي نظمتها وزارة الإعلام السعودية، مؤخراً، في مركز الملك فهد الثقافي، للاحتفال باليوم الوطني للإمارات، وقد دعت إليها حشداً من الكتاب والصحفيين والإعلاميين والأدباء والشعراء ونشطاء التواصل الاجتماعي الإماراتيين. وشهدت إقبالاً كبيراً من نظرائهم السعوديين، ومختلف شرائح المجتمع الذين تفاعلوا مع فقرات الفعالية التي تضمنت فيلماً وثائقياً عن «قادة الوحدة» الذي أبرز الفكر الوحدوي في شخصيتي المؤسسين الملك عبد العزيز آل سعود، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهما، وكذلك ندوة عن الجذور التاريخية للعلاقات بين البلدين الشقيقين وآفاق تطورها، ليرتقي لمستوى الشراكة الاستراتيجية التي تعززت بقيام مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، شارك فيها أكاديميون وباحثون وإعلاميون، وكذلك أمسية شعرية لشعراء سعوديين وإماراتيين ألهبوا حماس الحضور، وهم يتغنون بحب المملكة والإمارات وقيادتيهما، واختتمت بلوحات فنية وأوبريت لفنانين من البلدين، تبرز السمات المشتركة لتراثهما وفنونهما.
ونحن نوجه الشكر والامتنان لهذه اللفتة الطيبة للأشقاء في المملكة، وكذلك للمسؤولين في وزارة الإعلام السعودية التي أخذت على عاتقها المبادرة المباركة، فإنما نؤكد تفرد ورقي علاقات وروابط النموذج السعودي الإماراتي الذي بات يمثل اليوم صمام أمن وأمان واستقرار لهذه البقعة من العالم، وسنظل دوماً «معاً للأبد».