الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخليج.. رجال الحزم

16 يناير 2017 11:52
عندما نتكلم عن التحديات والأخطار التي تواجه دول الخليج وعندما نتكلم عن مجلس التعاون الخليجي، ومن يؤمنون بهذه التجربة، ويصرون على بقائها، بل وانتقالها إلى مرحلة متقدمة، وهي «الاتحاد الخليجي»، وعندما نتكلم عن ضرورة الحزم واتخاذ المواقف الواضحة تجاه التحديات الإقليمية والدولية، فلا بد أن نذكر أحد رجال الخليج البارزين، وهو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء البحرين، حفظه الله، وأمده بالصحة والعافية، وقد استمعت أمس إلى هذا الرجل خلال استقباله رؤساء تحرير الصحف الخليجية - حيث كنّا في الاجتماع السنوي لاتحاد الصحافة الخليجية، الذي عقد هذا العام في المنامة - وقد كان حرص سموه على لقاء رؤساء التحرير والحديث معهم لمدة ساعة تقريباً أمراً له دلالاته بالنسبة لجميع رؤساء التحرير، فقد كان كلام سموه عن شعب واحد وجغرافيا واحدة وتاريخ واحد، وكان كلامه عن خطر يواجه الجميع، وتحديات يجب أن يتنبه لها الجميع، وعمل يجب أن يقوم به الجميع.. وهذا ما يجعل مثل هذا اللقاء مهماً، حيث يُبين إيمان القيادات في الخليج بمشروعهم الوحدوي، وإدراكهم التحديات المشتركة والأخطار التي تحيط بهم. وحديث الشيخ خليفة بن سلمان عن الاتحاد الخليجي لم يَشبْهُ أي غموض، فقد كانت أول كلمة قالها خلال اللقاء هي «الاتحاد»، وكان واضحاً في تعبيره عن ضرورة وجود كيان اتحادي يجمع دول الخليج، ورؤية سموه هي ضرورة أن تعمل دول الخليج على تحقيق ذلك، وأشار في حديثه إلى دولة الإمارات كتجربة اتحادية عربية ناجحة يمكن الاستفادة منها.        

 

       

إدراك الشيخ خليفة بن سلمان التحديات لم يُنْسه أن يؤكد دور الصحافة والإعلام، الذي اعتبره «خط الدفاع الأول» للأوطان في مواجهة التحديات والأخطار، فالإعلام المسؤول يدرك دوره ويتحمل مسؤولياته، خصوصاً في أوقات الأزمات، وتقدير سمو رئيس الوزراء دور الإعلام البحريني والإعلام الخليجي في السنوات الأخيرة كان تقديراً مشكوراً ومستحقاً، وهو ما أكده رؤساء تحرير الصحف الخليجية في اجتماعهم أمس، وأكدوا ضرورة الاستمرار في قيام الإعلام بدوره الوطني والتنموي.

       

لقد كان هذا اللقاء مهماً لسببين، أولاً لأنه يأتي بعد أن منّ الله بالشفاء على الشيخ خليفة بن سلمان بعد وعكة صحية ألمّت به خلال الأسابيع الماضية، والسبب الآخر هو أنه أحد رجالات الخليج البارزين والحازمين، وأعتبره أحد أهم الشخصيات السياسية والقيادية في منطقة الخليج العربي في القرن العشرين وإلى اليوم، فمواقف سموه الوطنية والقومية تعبر عن شخصية لا تتهاون في التعامل مع الأخطار والتحديات، وتواجهها بكل حزم، وفي الوقت نفسه تؤمن بالدور التكاملي لدول المنطقة، وبالتعاون المشترك والمصير الواحد، ووجود أمثاله من الرجال في الخليج يجعل الشعوب مطمئنة إلى أن هناك من هو مشغول بهموم المنطقة وشعوبها وأمنها واستقرارها ومستقبل أجيالها.

 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©