ترقى الأمم بالعلم، وتنهض بالفهم، وتسود بالحبر والقلم، وتسعد بخير الكلم، وتنال في سعيها المنشود فضيلة النِعم، وتتسع حدقاتها بالرؤية بلا غم ولا كظم، وتعيش بين العالمين شريفة نبيلة، وشجرة أصيلة بأيام جميلة، ما تقدمه كلية الدفاع الوطني من سعي مشهود وجهد محمود وعمل لا محدود في ترتيب مشاعر الرجال وتهذيب مساعي الأجيال، وتشذيب أوراق الحلم بالنصل والوصال، إنما هو النبض الوطني الحقيقي في مد أبناء الوطن بالشهادات العالمية والجوائز الأكاديمية التي تجعل من حماة الوطن رجالاً، نبلاء، نجباء، أوفياء، أصلاء، يحملون في جعبتهم ما يفي حق الدفاع عن الوطن، والعناية بمنجزاته، وحماية مكتسباته ورعاية مشروعاته الحضارية من العملاء. وبهذا الإنجاز العظيم، يحق لكل مواطن أن يرفع رأسه عالياً، فخراً واعتزازاً بما تجتهد من أجله كلية الدفاع الوطني، ويحق للوطن أن يرقى إلى مستوى الدول الحضارية عالية الجودة، عندما نشاهد رجالنا وهم يرفلون بالزي العسكري، مكللين بالشهادات العلمية، وبالنجاح والفلاح والصلاح، نشعر بالفرحة والسرور، ونشعر بأن الشمس الصحراوية تذلل أهدابها الذهبية على أعناقنا لنسطع معها، مجللين بالعزة والكرامة، مبجلين بين الأمم، مقدرين بين الدول التي تعتز بكرامة الشرفاء. وليس غريباً على أبناء الإمارات الذين شرفوا أهلهم وقيادتهم بتضحياتهم الجليلة ومساعيهم النبيلة، وخصالهم الحسنة وسجاياهم المقدرة عالياً، ليس غريباً على من يديرون هذه المواقع المقدسة في نفوسنا، لأن الإمارات ولادة وجزيلة العطاء في كل الميادين ومختلف الصعد، الإمارات التي شمخت برجالها، وسمقت وبسقت وطالت عنان السماء وحاذت النجوم، واستلهمت من المزن النث والحث والبث. ولا شيء غير العلم، هذا ما تؤمن به قيادتنا الرشيدة، وهذا ما يسير على نهجه كل مسؤول في مكان عمله، وهذا ما جعل الإمارات اليوم اسماً على رأس علم، وجعلها موجة ناصعة من غير سوء، هذا ما جعلها تسكن في القلوب وتستوطن الدروب وتصير وردة زاهية حتى في أصعب الخطوب، لأنها فقط الإمارات التي رسخت الحب قبل كل شيء، وأسست للتسامح مكانة ورزانة وأمانة، وجمعت الناس على قلب واحد يوحدهم الحلم الجميل، ويؤلف خطاهم الوعي بأهمية الاتحاد ضد الظلم والضرر والحقد والعدوان والكراهية. هذه هي الإمارات تقول شكراً لكل من يزرع شجرة خضراء عند شغاف القلب، وكل من يسعى زهرة نضيرة عند لب الروح، وكل من يحتفي بالإنسان ويحتفل بعقله، وهذا ما تفعله كلية الدفاع الوطني، هذا ما تسعى إليه وتجتهد من أجله لكي يصير الوطن كله من أقصاه إلى أقصاه، مساحة للوعي بأهمية العلم، لكون العلم الناقوس والناموس والقاموس والفانوس الذي من خلاله نتهجى حروف الوطن لنكتب اسمه في صفحات التاريخ براقاً، رقراقاً، تواقاً إلى الرقي، وكأنه الشمس الساطعة والنجمة اللامعة، والأشواق المتدفقة، والأعناق المترقرقة، والأحداق الفائقة في النصوع والينوع واليفوع. نعم هذه الإمارات، في ميادينها المختلفة، كأنها البستان يزهو بأزهاره الفاتحة وأثماره المتفتحة وأشجاره الراجحة، فشكراً لكل الذين يجاهدون ويجتهدون من أجل الوطن، شكراً لكلية الدفاع الوطني.