نحن في القيام، نحن في الأمام، نحن صبورة الحلم، ونخوة الأيام، نحن الذين أضأنا فتيل النجوم، ونسجنا حرير السحابات الشفيفة، نحن الإمارات، قامة وشامة وعلامة من علامات المجد الإنساني، وحين يشيد مسؤول عسكري كبير من دولة الكويت الشقيقة بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة، فإنه يشير بالبنان وببيان إلى شمعة أضاءت سماء الخليج العربي، وإلى نخلة ظللت الأرض بالأمن والاستقرار، وتشهد ساحات الوغى في اليمن على عظم الدور الذي تقوم به قواتنا المسلحة، وما يقدمه بواسلنا من تضحيات جليلة لأجل تحرير اليمن الشقيق من مخالب الشيطان وتخليصه من قبضة الأوغاد. ولا غرابة أبداً أن نجد هذا النموذج العربي الذي أصبح مضرب المثل في العالمية، فعندما يقف القائد مع الجندي المصاب يصافحه ويقبله ويعضده، ويفتح له الراحتين، فائضتين بالسماحة والرجاحة والصراحة والبوح الجميل من رجل نبيل عندما يحدث ذلك على هذه الأرض الطيبة، فلا بد وأن تنبت أشجار المحبة، وتتفرع وتملأ الدنيا نبلاً وجمالاً، لا بد وأن يقتدي الأبناء بخصال القائد وروحه وسجاياه، لا بد وأن يجدوا أنفسهم أمام خيار واحد لا ثان له، ألا وهو التضحية بالنفس والنفيس من أجل الوطن والمبدأ والقيم، من أجل خلاص البشرية من الشر والحقد والعدوان. إذاً فنحن إلى الأمام، نحن في الساحات أسود وفي الواحات أغصان الزيتون، كل هذا لأننا ننتمي إلى قيادة علمتنا كيف يكون الحب، وكيف يصبح الحب، شجرة وارفة الظلال، يتفيأ تحت ظلالها، كل من غدر به الزمان وكل من عانى من بطش الإنسان. هذه هي الإمارات، القدرة الفائقة في التحدي ومواصلة طريق الأحلام الزاهية، وتغليب الحكمة على الغمة ورسم الصورة المثلى لإنسانية خالية من شظف العيش، نظيفة عفيفة، بساتينها مزروعة بأحلام الصغار، وأشجارها مثمرة بطموحات الرجال، ومياهها بعذوبة عيون الكاعبات.. هذه هي الإمارات، القلب الناهل من وريد الوعي المتجذر في الصحراء، العقل الذاهب بالمعاني نحو دروب لا تشوبها شائبة ولا تعوقها خائبة، إنها الوعد والعهد والسعد والمهد والصد والرد، إنها أيقونة ويقين، إنها النبض في عروق الباحثين عن أفق وتدفق وعن نسق ورمق وعن ميلاد وميعاد مع الحياة. هذه هي الإمارات في وعي الناس في أحلامهم، في تاريخ الأحداث تكمن الثيمة والقيمة وفي أبجدية النشوء تكون هي قطر الدائرة ومركزها ومحيطها وإحاطتها وخيطها وخطوتها وخطتها لاستكمال المواجهة ضد عشاق الموت والعدمية.