وما قام به خادم الحرمين الشريفين في اجتماعات القمم الثلاث هو تعزيز لدور مجلس التعاون بقيادة المملكة، وأثبت المجلس أنه المجموعة الإقليمية الأقوى والأكثر تأثيراً وتنظيماً، وأنه القادر على العمل وتقديم الحلول لأزمات المنطقة العربية بالتعاون مع بقية الدول العربية.
لقد عقدت هذه القمة بحضور الرئيس ترامب الذي جاء بخطاب جديد ومختلف عن خطاباته السابقة جدد العلاقة الأميركية بحلفائه في المنطقة، كما نجح ترامب في تحديد موقفه فيما يتعلق بأهم ملفين، وهما ملف التطرّف والعنف والإرهاب، وملف النظام الإيراني.
المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة والعرب والدول الإسلامية كثيرة، ولكن، وكما قال ترامب في كلمته، فإنه بالإضافة إلى هذه العلاقة، فإننا يجب أن نكون متحدين نحو هدف واحد وهو هزيمة التطرّف وهزيمة قوى العنف، فهل تكون هذه القمة بداية نهاية الذين يمارسون التطرّف والإرهاب؟ وهل تكون فعلاً بداية للسلام في الشرق الأوسط والعالم؟ هذا ما يأمله وما يتمنّاه الجميع منذ زمن، وهو ما يجب أن نعمل عليه بعد انتهاء أعمال هذه القمة.
لقد شهدت قمم الرياض الإعلان عن تأسيس المركز العالمي لمكافحة التطرّف «اعتدال» واختارت الدول المؤسسة لهذا المركز أن تكون الرياض مقراً له، هذا المركز الجديد يمثل إعلاناً جديداً بأن الدول الإسلامية ستواجه التطرّف بشكل أكبر تنظيماً واتساقاً، ومن خلال عمل مشترك، ومن إيجابيات هذه القمة أنه تم الاتفاق على منع تمويل الإرهاب، ومنع وصول الأموال إلى الإرهابيين والمتطرفين والعنيفين في العالم.
هذه قمة العزم المشترك وقمة للتاريخ الذي سيشهد بأن الدول الإسلامية اجتمعت بأكبر دولة في العالم ووضعت يدها بيدها لتضع حداً للإرهاب والتطرف وتطبق الحلول التي تمنع تمويل تلك الجماعات المتطرفة وفي الوقت نفسه تحاسب الدول المحرضة على التطرّف والعنف، سواء كانت دولاً عربية، أو إسلامية، أو غربية.