الاهتمام والمتابعة غير العادية للمراقبين ووسائل الإعلام لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعبر عن إدراك لمقام ودور سموه، سيد الفعل والقائد الاستثنائي، «المحب لوطنه»، كما وصفه مضيفه في اللقاء التاريخي الذي جمعهما الليلة قبل الماضية في المكتب البيضاوي. اهتمام بقائد أرسى مفهوماً جديداً لدور الأمم والشعوب، وبأن «الدول ليست بتعداد سكانها، بل بإرادة شعوبها» وإسهامها في صنع ما فيه الخير والرخاء والازدهار لأوطانها ومواطنيها والبشرية قاطبة، ببناء الشراكات والتحالفات البناءة مع الأشقاء والأصدقاء، ولا سيما مع الدول الكبرى كالولايات المتحدة. زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى واشنطن، تضفي زخماً على العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح والمواقف المشتركة، وتحلق بها نحو آفاق أرحب من الشراكة الاستراتيجية، والتي كانت الأرضية التي انطلقت منها لبناء صرح متين من الصداقة والتفاهم والشراكة، ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والتصدي معاً لأعداء الحياة ممن يمثلون تهديداً وجودياً خطيراً للحضارة الإنسانية والمتمثلين بقوى التطرف والإرهاب. حرص الإدارة والعهد الجديد في البيت الأبيض على الالتقاء بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يعبر عن التقدير الرفيع لسموه ورؤيته الثاقبة، والأفق التي تنطلق منه تلك الرؤية في التعامل مع قضايا التنمية والأمن والاستقرار في هذه المنطقة المضطربة من العالم، وأكدها سموه في واشنطن للعمل معاً لبناء «موقف دولي قوي وفاعل في مواجهة الإرهاب والقوى الداعمة له». وفي الوقت ذاته، «تعزيز قيم التسامح الديني والعرقي، وتوسيع تقديم المساعدات بين الأطراف كافة لمواجهة التحديات الإنسانية». نتائج اللقاء التاريخي بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس ترامب لا تنعكس إيجاباً على العلاقات الثنائية وتطورها، ولا تمثل نقلة نوعية لها فحسب، وإنما تنعكس على المنطقة بأسرها، خاصة وهي تسبق قمتي الرياض التي تجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكذلك لقاءه بقادة عدد من الدول الخليجية والعربية والإسلامية. كما تعبر عن مستوى حرص الإدارة الأميركية على الاستماع لصوت «العقل والاعتدال» الذي يمثله قائد بمكانة محمد بن زايد، والاقتراب أكثر من قضايا المنطقة، وتعزيز السلم والاستقرار.