لمن تعود المساحة التي تقع خلف مقعدك في الطائرة؟ هل أنت صاحب الحق فيها في ضوء أن بمقدورك إعادة المقعد إلى الخلف للاضطجاع عليه، أم أنها تخص الراكب/الراكبة الجالس خلفك بحكم أن بوسعه مد قدميه فيها؟ أسئلة أثارتها المشاجرة العنيفة التي وقعت مؤخراً على متن طائرة ركاب أميركية خلال رحلة داخلية، بسبب شكوى راكبٍ من أن السيدة الجالسة خلفه «تعبث بمقعده» بقدميها.
على أي حال، يرى كثيرون أن الإجابة المقبولة على هذه التساؤلات، تتمثل في أن تلك المساحة من حق الراكب الجالس في الأمام لأن بطاقة السفر التي اشتراها، تكفل له الجلوس والقدرة على الاضطجاع للخلف قليلاً على مقعده أيضاً. لكن هذا لا يمنع من نشوب الخلافات في هذا الشأن. فبعض الجالسين في الخلف يمدون أقدامهم على نحوٍ يجعل اضطجاع من يجلسون أمامهم إلى الوراء أكثر صعوبة أو غير مريح على أقل تقدير.
وفي هذا السياق، طرحت مجلة «إيكونوميست» البريطانية سؤالاً مفاده: هل يمكن أن تنتهي مثل هذه الخلافات إذا تم بيع حق استخدام هذه المساحة المتنازع عليها، سواء للجالس في الخلف أو لمن يجلس أمامه؟ وقالت المجلة إن الهدف من إجابة هذا السؤال تحديد أي الأمرين أكثر قيمة: حرص أصحاب المقاعد الخلفية على الحصول على مساحة إضافية لأقدامهم، أم رغبة الجالسين في الأمام في الاضطجاع إلى الخلف في مقاعدهم؟
وأشارت «إيكونوميست» إلى استطلاعٍ للرأي أُجري على شبكة الإنترنت وطُلِب من المشاركين فيه تخيل أنهم ركاب رحلة جوية تستمر ست ساعات على متن طائرة تعمل لحساب شركة تطبق سياسة جديدة تسمح للركاب بدفع مبلغ مالي إضافي لمنع الجالسين أمامهم من إعادة مقاعدهم إلى الخلف. وهكذا سُئِل بعض المشاركين عن المبلغ الذي يُفترض أن يدفعه لهم الركاب الجالسون خلفهم مقابل إبقاء مقاعدهم في وضعٍ مستقيم، وعدم الاضطجاع عليها. بينما طُلِبَ من آخرين تحديد المبلغ الذي قد يدفعونه لمن يجلسون أمامهم لدفعهم إلى الإحجام عن إعادة مقاعدهم للخلف.
وكشفت الدراسة عن أن الجالسين في المقعد الأمامي كانوا يريدون الحصول على ما متوسطه 41 دولاراً لإبقاء مقاعدهم مستقيمة دون إرجاعها للخلف، بينما كان متوسط المبلغ الذي يريد أصحاب المقاعد الخلفية دفعه لتحقيق هذا الهدف لا يتجاوز 18 دولاراً.
عدد اليوم
