الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث العلمي.. حقائق وتطلعات «1 - 2»

15 مايو 2017 22:39
إذا كان الصراع في الماضي أساسه التفوق العددي عدّة وعتادًا، فإن عالم اليوم مهووس بالتفوق العلمي، وبه تقاس الأمم وتَرْقى في سُلّم التطور الحضاري، والمجتمع المتحضر اليوم يضع هذا التطور التقني في سُلّم أولويات نظامه التربوي، فبقدر ما تعطي هذه الحضارة الإنسانية تتبوّأ المكانة العليا والمقام الأَسمى بين دول العالم أجمع، ومن هنا تظهر أهمية البحث العلمي ودوره الريادي في مواجهة تحديات العصر المتنوعة، اقتصاديّاً وثقافيّاً وصحيّاً... وقد كان ولا يزال البحث العلمي هو السبب «الرئيس» للفجوة الكبيرة بين المجتمعات الغربية المتقدمة والمجتمعات النامية، وفي الوقت ذاته، هو «الوسيلة» الوحيدة لردم هذه الفجوة أو تقليصها. وبنظرة عجلى لإحصائيات اليونسكو «سبتمبر 2016»، حول مقدار الإنفاق على البحث العلمي من الناتج المحلي الإجمالي للدول، نجد أنّ دول العالم المتقدم تصدّرت المراكز الأولى، فبينت الإحصائيات أن جمهورية كوريا الجنوبية هي الرائدة عالمياً في مقدار الإنفاق على البحث والتطوير بنسبة مئوية بلغت 4.3% من الناتج المحلي، تليها إسرائيل 4.1%، واليابان 3.6%، وفنلندا والسويد بـ3%، والبلدان التي تتنافس على هذه النسب قليلة، أمّا في أوروبا الوسطى والشرقية، فنجد نسبة سلوفينيا 2.4% بالمقارنة مع الاتحاد الروسي بنسبة 1.2%، واحتلت البرازيل الريادة في أميركا اللاتينية بنسبة 1.2% أيضاً، أما في آسيا الوسطى فتقدمت كازاخستان بنسبة 0.2%، وفي جنوب وغرب آسيا احتلت الهند نسبة 0.8%، أما بالنسبة لعالمنا العربي فالمغرب يتصدر بنسبة 0.7%، وفي أفريقيا اقترب كل من كينيا ومالي وجنوب أفريقيا من نسبة 1% فقط. وهنا يبرز السؤال التالي: لماذا تأخر العرب في مضمار الإنفاق على البحث العلمي؟ ولماذا لا يزال يراوح مكانه رغم الإمكانات المادية والبشرية الهائلة التي يمتلكها؟ لا شكّ بأنّ المفكرين العرب تناولوا أسس النهضة في مناسبات متعددة، فيرى بعضهم إصلاح التعليم ضرورة ملحة، ويرجع آخرون ذلك إلى قصور في فهم آليات البحث العلمي ودوره في التطور الحضاري والتنمية البشرية، أضف إلى ذلك أن ثقافة البحث العلمي شبه مُغيبة عن مناهجنا الدراسية وجامعاتنا الحديثة التي يكاد ينحصر نتاجها في التركيز على التدريس والجوانب النظرية على حساب «توظيف» البحث العلمي في تحقيق رؤى الدولة التنموية الشاملة. وبعضهم الآخر يرى في قلة الدعم من الحكومات والقطاع الخاص أهم الأسباب التي تقف عائقاً أمام تحقيق الطموحات المرجوة في مسيرة الحضارة الإنسانية التي قوامها التفكير الإبداعي والابتكاري كأدوات «تنافس وإثبات وجود» في عالم اليوم المتقدم. د. نفلة مهدي الأحبابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©