لم تحظ أي عاصمة في العالم باستضافة أحداث رياضية متلاحقة في فترة قصيرة كما حظيت عاصمتنا الحبيبة أبوظبي من زخم رياضي وإعلامي، وعلى مدار العام هناك أحداث رياضية متسارعة قدمت وتقدم ملحمة يتغنى بها كل الصانعين والمتابعين كلما حظوا بزيارتها.
استقطبت سباقات الفورمولا-1 على حلبة ياس قادة العالم والقيادات التنفيذية على تحفة ساحات السباقات العالمية بحضور عالي المستوى في أمسية أكثر بكثير من مجرد حضور حدث رياضي استثنائي، وعلت الإشادة بمستوى التنظيم وروعة التنافس، واختتمت بتتويج البطل العالمي لويس هاملتون، سائق مرسيدس، بلقب جولة جائزة الاتحاد للطيران وبلقب بطولة العالم.
وفور الانتهاء من عرس الفورمولا-1، تستعد العاصمة لاستضافة كأس العالم للأندية في الفترة من 12-22 ديسمبر، بمشاركة 7 من نخبة أندية العالم يمثلون قمة المتعة والإثارة في كرة القدم، يتقدمهم الزعيم العيناوي ممثل الإمارات والترجي التونسي وريال مدريد وبوكاجونيور الأرجنتيني وغوارالاخارا المكسيكي وتيم ويلبنجتون النيوزيلندي وكاشيما انتكرز الياباني، وعقب الانتهاء من كرنفال الأندية تكون عاصمة الرياضة العالمية على موعد مع كأس أمم آسيا السابعة عشرة التي تنطلق في الخامس من يناير القادم بمشاركة 24 منتخباً تتنافس على اللقب القاري، ومنتخبنا الطموح أحد مرشحيها لنيل البطولة بإذن الله.
أحداث رياضية متلاحقة ووجود نجوم الكرة العالمية على أرض الإمارات، يتطلب منا جميعاً التفاعل الإيجابي بالحضور المكثف من جماهيرنا، لنثبت للعالم أننا عشاق اللعبة ومحبوها، فبعضنا يقطع المسافات الطويلة لحضور جزء من تلك المنافسات في مختلف دول العالم، ولكن هذه المرة يجيء العالم إلى أبوظبي ويستعرض النجوم مهاراتهم في منافسة عالمية على ملاعبنا وأمامنا، وأقل واجباتنا تجاههم وجودنا المكثف وتشجيع كرتهم الجميلة التي نتغنى بها ونلاحقها حضوراً وخلف الشاشات.
دعوا نجومهم ينبهرون بعشقكم لهم كما هم منبهرون بالمستوى الحضاري والثقافي والتقدم العمراني لدولتنا ورسالتها الإنسانية وأدوارها التنموية في مختلف بقاع الأرض.. كونوا على مستوى الحدث في الدعم والمؤازرة لنكون دائمي الحضور على أجندة الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم كلما عرض ملف الإمارات لاستضافة بطولاتها من مراحلها السنية إلى محترفيها لأنهم عايشوا واقع النجاح التنظيمي والحضور الجماهيري الذي يشكل أهم ركائز نجاحاتها. فكما جاءوا إلينا بفنونهم الكروية، نبادلهم الحضور والتفاعل في المدرجات لنشعرهم بأنهم في موطن العشق الكروي والرياضي.