يستحيل أن يُذكر اسم الإمارات ولا يُذكر الخير معها، فهذه البلد بُنيت على فعل الخير، وعلى تقديمه لكل من يحتاجه بغض النظر عن دينه ونسبه وأصله ولونه وجنسيته. ومؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، معروف في العالم كله بـ«زايد الخير»، وأتذكر أنني وضعت على حسابيّ في تويتر وإنستجرام عبارة مفادها «قيل للشيخ زايد بأن 85% من سكان الإمارات من العمالة الوافدة، فقال: الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، ومن يعمل ويتوكل على الله يُعطيه الله واللي يبينا حياه الله». لهذا لم يكن مستغرباً أن يبادر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى إعلان عام 2017 عاماً للخير وإنشاء بنك للطعام، علماً أن الدولة هي من أكبر المانحين للمساعدات في العالم، ولهذا حضر فريق إماراتي في أفغانستان ليفتتحوا داراً للأيتام. أيتامٌ مسلمون شردتهم الحروب والآلام، ولم يكن يخطر على بال آبائهم أن أولادهم سيصبحون أيتاماً. من الصعب على العقل البشري السوّي أن يستوعب أي مبرر إنساني أو أخلاقي أو ديني لتفجير من يسعى لمساعدة الناس، لهذا كانت الإدانة والاستنكار والتعاطف مع الإمارات وذوي الشهداء أكبر من أي كلام، وأكبر من الغدر الذي طالها وطال الضحايا، ونحن وإن كنا لسنا إماراتيين، ولكننا نتقبل التعازي معهم، ولا نقدمها لهم، فالإمارات وطن الجميع مواطنين ومقيمين وحتى زائرين. من يختلط بسكان الإمارات، ومن يعيش على أرضها، ومن يلتقي من زاروها من العرب والأجانب، لا يسمع إلا كل كلام طيب عنها، وعن تعاملها، وعن رقيها ورقي شعبها، وبالتأكيد هم ليسوا منافقين ولا طالبي جنسيات، ولا يبحثون سوى عن راحتهم وسعادتهم التي وجدوها في إمارات الخير والتطور والريادة. رحم الله كل نفس بريئة ذهبت ضحية لجريمة، لا علاقة لها بها، سوى الحقد الأعمى والإرهاب الذي لا يفرّق بين الصالح والطالح، وستبقى الإمارات بلد الخير، لأن الخير ليس طارئاً عليها، ولا ردة فعل آنية، ولا تجميل لصورة، بل هو متأصل فيها وبعقيدتها ونهج قادتها.