ماذا يعني أن تستضيف أبوظبي أحداثاً رياضية عالمية بارزة، مثل سباقات «فورمولا1-»، وكأس العالم للأندية، وبطولة مبادلة العالمية للتنس، وما مدى تأثير المردود المعنوي على مفهوم «القوة الناعمة» الذي يتكامل إماراتياً بين مختلف المؤسسات الثقافية والإعلامية والرياضية، ويصوغ باستمرار تعبيرنا عن هويتنا، وما نريد إيصاله للعالم من رسائل، ومن سمعة ذائعة، عن دولة حديثة، متمسكة بأصالتها وتراثها؟.
نستطيع تتبع أكثر من أثر في هذا السياق، ونحن نرى اهتمام الصحافة العالمية، وحسابات النجوم والشخصيات الرياضية على وسائل التواصل الاجتماعي بجائزة «الاتحاد للطيران» الكبرى لـ«الفورمولا1-»، واقترانها بعاصمتنا ودولتنا، فحضور أبطال هذه السباقات الأكثر شهرة ومتابعة في رياضة السيارات، يساهم في الترويج الخارجي لبلادنا، ليس فقط في ما يتعلق بالحدث على أهميته، وإنما بعديد المنتجات السياحية والترفيهية التي تشكل محوراً لقصص الإعلام الدولي.
سباقات «الفورمولا1-» التي تستضيفها حلبة ياس في أبوظبي منذ 2009، تجتذب حركة سياحية لافتة، وتعد جزءاً من برامج الهيئات الحكومية، والشركات الخاصة، وهذا يشجع السياح على اكتشاف الخريطة السياحية والترفيهية في الإمارات، فالأيام الثلاثة التي يتابع فيها السياح مراحل السباق تُطيل مكوثهم، وتحفِّزهم على استثمار وقتهم في كثير من المرافق البارزة في العاصمة، فقريباً من حلبة ياس، يستطيع السياح خوض تجربة معرفية مختلفة بزيارة متحف اللوفر أبوظبي، وذلك على سبيل المثال، مع تنوع المواقع والفعاليات والمنتجات الثقافية والسياحية في أبوظبي.
لا شك أن العوائد الاقتصادية مهمة جداً، وتنعكس تنشيطاً وفاعلية على قطاعات عدة، والدولة أنفقت بسخاء على البنية التحتية الرياضية، وأي مردود هو محصلة ما بذلته في السنوات الماضية من انتقاء أفضل المنشآت والممارسات العالمية، وأبرز الشواهد ما سيخطف أنظار عشاق سباقات السيارات، مع اختتام «الفورمولا1-» اليوم، وهم يشاهدون تصميم واتساع وجماليات حلبة ياس، المستوحاة شكلاً ومضموناً من البيئة والثقافة الإماراتية، إضافة إلى الفعاليات الفنية والترفيهية المرافقة للحدث.
غير أن «مجلس أبوظبي الرياضي» الذي يشكل المظلة التنظيمية للأحداث الرياضية، يتطلع إلى بقاء الإمارات في دائرة الضوء الإعلامي، ومواصلة مفاعلات قوتها الناعمة، ويعرف أن تنظيمه الشهر المقبل، للعام الثاني توالياً، كأس العالم للأندية، يعني اكتساب مزيد من الخبرات في استضافة البطولات الكبرى، واختبار فاعلية التنسيق والعمل الفعال بين هيئات وأجهزة كثيرة على مستوى الدولة، وإمارة أبوظبي في آن.
أيضاً تجدر الإشارة إلى أهمية المكتسبات الإعلامية من وراء التظاهرات الرياضية، فـ «أبوظبي للإعلام»، وشبكاتها التلفزيونية والإذاعية والمطبوعة، تقود هذه المهمة بكفاءة وخبرة، وقد باتت تمتلك كوادر وإمكانات فنية، تؤهلها لتغطية أي حدث مهما بلغ حجمه، وتصنع الفرق في أكثر من نجاح..