من دون مواربة ولا جدال، فإن الإمارات ببناها التحتية ومنشآتها ومطاراتها ووسائل إعلامها وعصرية حكومتها وقوة وسائل مواصلاتها واتصالاتها، ووجود شركات طيران عملاقة مثل الاتحاد والإماراتية والعربية وفلاي دبي، والبنوك العالمية الموجودة في غالبيتها على أرض الدولة، وأيضاً كل البراندات العالمية التي يندر أن توجد مجتمعة في دولة واحدة، نجدها كلها تجمع على الوجود في الإمارات، وهو ما يجعلها قادرة اليوم قبل البارحة على استضافة أي حدث رياضي مهما كان، حتى لو كان دورة الألعاب الأولمبية «ربما مع بعض الأعمال الإنشائية الخاصة بألعاب لا تمارس في الدولة»، وهي مناسبة لأن نطالب المعنيين بالتفكير في استضافة دورة للألعاب الآسيوية أو حتى الأولمبية لم لا.
لذلك ليس غريباً أن نشاهد واحدة من جولات «الفورمولا-1» في العاصمة أبوظبي، وهي التي تستقطب أكثر من ملياري مشاهد عبر شاشات التلفزيون العالمية، وقد لا تكون هذه الرياضة منتشرة لدى المشاهد العربي، ولكنها واحدة من الرياضات الأكثر متابعة في العالم، ووجودها في الإمارات والخليج والمنطقة العربية، إلى جانب جولة البحرين، هو إضافة دعائية وإعلانية وإعلامية لنا جميعاً.
وكلنا نعرف أن نوفمبر وديسمبر ويناير هي الأشهر الأكثر برودة في أوروبا، وهي أيضاً أشهر الأعياد والعطلات هناك، لهذا نجد غالبية نجوم العالم من رياضيين وفنانين يوجدون في الدولة، ويتمتعون بمرافقها السياحية وفنادقها المذهلة، ومدن الألعاب الفريدة، وشاهدنا خلال الأسبوع الماضي ميسي وبوجبا ومحمد صلاح في أسبوع واحد في مكان واحد هو دبي.
لذلك لم أتفاجأ بإعلان انطلاق أول ماراثون عالمي في العاصمة من تنظيم مجلس أبوظبي الرياضي وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، بالتزامن مع احتفالات الدولة بعام زايد واليوم الوطني السابع والأربعين، وهو الماراثون الذي أتوقع أن يشهد مشاركة عالمية كبيرة، وتغطية تلفزيونية تتناسب وحجم البلد الذي يستضيفه، ومكانة العاصمة أبوظبي، ولعل أجمل ما سيكون فيه هو منح كل من ينهي السباقات الأربعة ميدالية تذكارية تبقى شاهدة على جهد إنساني خارق بالجري لمسافة 42 كيلو متراً و195 متراً، وأنا شخصياً جاهز لـ195 متراً من الآن... وكان الله بعوني على إنهائها.