الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وسائل الدفع الإلكتروني تجـذب الشباب لإتمام تعاملاتهم المالية

وسائل الدفع الإلكتروني تجـذب الشباب لإتمام تعاملاتهم المالية
24 نوفمبر 2018 01:10

حسام عبدالنبي (دبي)

أصبحت وسائل الدفع الإلكتروني، وسيلة جاذبة لفئة الشباب التي تمثل النسبة الأكبر من أفراد المجتمع الإماراتي، لإتمام تعاملاتهم المالية بدلاً من استخدام بطاقات الدفع أو الائتمان التقليدية.
ويعد الدفع بواسطة هذه الوسائل مثل «آبل باي» و«سامسونج باي» وغيرهما، عبر استخدام الهواتف والساعات الذكية، أسرع من استخدام بطاقة السحب أو البطاقة الائتمانية، وبالتالي، لن تستغرق عملية الدفع عند الصندوق وقتاً طويلاً، كما يمكن استخدامها أيضاً عند إتمام عمليات شراء على الإنترنت من دون الحاجة إلى إنشاء حساب أو ملء نماذج طويلة.
وقال مصرفيون إنه عند قيام العميل بعملية الشراء، تستخدم وسائل الدفع الإلكتروني رقماً خاصاً بكل جهاز ورمزاً فريداً لعملية الشراء، ولهذا، لا يُخزن رقم البطاقة الائتمانية أبداً على الهاتف الذكي أو على سيرفرات الشركات المقدمة للخدمة، وعندما يقوم بالدفع لا تتم مشاركة أرقام البطاقة مع التجار.
يأتي هذا في وقت كشفت فيه شركة «بين آند كومباني»، إلى أن نصف المشاركين في دراسة أعدتها بدولة الإمارات يثقون في شركة تكنولوجيا واحدة على الأقل لتنفيذ تعاملاتهم المالية، سواء كانت «آبل» أو «أمازون» أو «باي بال» أو «جوجل»، حيث يمكن أن تترجم هذه الثقة إلى رغبة في التعامل المصرفي مع هذه الشركات، مؤكدة أن هذا الأمر ينطبق تحديداً على فئة الشباب.
وأبدى حوالي 80% من المشاركين من دولة الإمارات بالدراسة رغبتهم في التعامل المصرفي مع إحدى شركات التكنولوجيا المعروفة التي يستخدمونها.

البنوك الرقمية
وقال عبدالله قاسم، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، إن البنوك أدركت مبكراً المنافسة مع أهمية التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات المصرفية، ولذا فقد أطلقت مفهوم البنوك الرقمية حتى تتمكن من اجتذاب فئة الشباب وغيرها، موضحاً أن سبب إطلاق مثل هذه الخدمة يتمثل في استهداف فئة جيل الألفية من عملاء البنوك الذين تراوح حجم نفقاتهم السنوية بين 20 إلى 24 مليار درهم سنوياً خاصة وأن هذه الفئة تشكل نسبة كبيرة من قاعدة عملاء البنوك (نحو 26%) حسب تقديرات خبراء البنك.
وأكد قاسم أنه على العكس مما يعتقد الكثيرون فإن البنوك الرقمية لم تجتذب جيل الألفية فقط، وإنما اجتذبت فئات عمرية أكبر فعلى سبيل المثال اجتذبت منصة الخدمات المصرفية الرقمية التابعة لبنك الإمارات دبي الوطني والتي تستهدف شباب جيل الألفية فئات عمرية مختلفة حيث يمثل جيل الألفية (من عمر 18 حتى 36 عاماً) نسبة تفوق 80% من العملاء إلى جانب 20% من الفئات العمرية الأكبر.
وأوضح قاسم، أن عدد العملاء الجدد الذين استقطبهم البنك الرقمي «.Liv» يبلغ نحو 10 آلاف عميل شهرياً يتم فتح حسابات مصرفية لهم بما يعادل عدد الحسابات التي يتم فتحها شهرياً عبر 120 فرعاً للبنك في أنحاء الدولة المختلفة، مبيناً أن عدد الحسابات التي تم فتحها عبر البنك الرقمي قارب 100 ألف حساب خلال العام الأول، وتبلغ نسبة حسابات العملاء الجدد منها 84%، في حين تمثل النسبة الباقية عملاء فعليين في «بنك الإمارات دبي الوطني» قرروا فتح حساب عبر البنك الرقمي للاستفادة من المزايا التي يوفرها والتي تختلف عن المزايا الممنوحة لعملاء البنك.


وأوضح قاسم، أنه من خلال البنك الرقمي يمكن تحسن تجربة العميل ومواجهة نقاط تميز شركات التكنولوجيا من حيث «توفير الوقت» و«سهولة الخدمة»، إلى جانب «التخفيف من القلق» حيث يمكن فتح الحسابات على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع ومن جميع أنحاء البلاد، مع وجود آلية رقمية بالكامل لفتح الحسابات وتقديم الخدمات دون الحاجة إلى فروع أو فرق مبيعات أو معاملات ورقية.
وذكر أن المزايا تتضمن أيضاً تحويل الأموال عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وتقاسم الفواتير مع الأصدقاء على الفور، وتصنيف المدفوعات لتمكين العملاء من إدارة مواردهم المالية بصورة أفضل، وإجراء حوالات مصرفية دولية خلال 60 ثانية فقط، إضافة إلى الإشعارات اليومية حول العروض والفعاليات المختارة في دولة الإمارات والمنتقاة وفقاً لتفضيلات العملاء، مشيراً إلى أن عملاء Liv. يمكنهم أيضاً التعرف على أهمية الحفاظ على نسبة سليمة لعبء الديون (مدفوعاتهم الشهرية للقروض، والبطاقات الائتمانية كنسبة مئوية من راتبهم) والاطلاع على النصائح والإرشادات لتحسين تقييمهم الائتماني عبر الحرص على تسديد التزاماتهم الشهرية، والاقتراض بوعي، واتباع أفضل الممارسات المالية السليمة.

مخاطر العملاء
ومن جهته، قال جوليان فاي، الخبير في مجال الاستشارات الإدارية، إن غالبية العملاء في دولة الإمارات (خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً) يرون في شركات التكنولوجيا الرائدة بديلاً موثوقاً بجانب البنوك.
وأضاف أنه رغم أن معدلات استخدام الهاتف المحمول والتقنيات الرقمية في دولة الإمارات هي من بين الأعلى عالمياً، إلا أن حصة التعاملات المالية التي يتم تنفيذها من خلال القنوات التقليدية ما زالت تعتبر عالية نسبيا، وهذا يشير إلى إمكانات رقمية كبيرة لهذه الصناعة، موضحاً أن الأمر في الإمارات لا يزال أقل خطورة من دول أخرى حيث أنه في الأسواق الناضجة رقمياً، مثل الصين، فإن 95% يستخدمون منصات الطرف الثالث لدفوعاتهم المالية.
ولفت فاي، إلى أنه في دولة الإمارات يتم تصنيف شركات التكنولوجيا مثل «جوجل» و«آبل» في مرتبة أعلى من العديد من البنوك وفقاً لاعتبارات وظيفية وعاطفية، وإذا ما جمعنا ذلك مع الثقة العالية للعملاء بشركات التكنولوجيا، فإن إمكانات تفوق هذه الشركات على البنوك تبدو واضحة، منوهاً أن البنوك التقليدية لا يزال أمامها وقت لمواجهة هذا التهديد لاسيما وأن الكثير منها يفعل ذلك بالفعل من خلال التركيز على توفير تجارب رقمية بسيطة والتي ستكون بدورها الحل الأنسب للاحتفاظ بالعملاء.

العملاء يقضون وقتاً طويلاً على هواتفهم الذكية ويفضلون القيام بمعاملاتهم بشكل فوري
أفاد سوبروتو سوم، رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد في بنك المشرق، بأن المرونة والملاءمة تعدان من الأسباب الرئيسة لاختيار البنك الذي يرغب العملاء بالتعامل معه حيث تلاحظ أن العملاء يقضون وقتاً طويلاً على هواتفهم الذكية، ويفضلون القيام بمعاملاتهم بشكل فوري عبر وسائل الدفع الإلكترونية، إضافة إلى تفاعلهم المستمر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال إنه تماشياً مع الانتشار الكبير للتقنيات الرقمية وتطلع العملاء إلى القيام بمعاملاتهم المصرفية بشكل فوري، تم تصميم «المشرق نيو» البنك الرقمي من دون فروع لتلبية تطلعات العملاء في الحصول على تجربة مصرفية ملائمة تتيح لهم إجراء المعاملات في أي وقت وزمان، مؤكداً أن «المشرق نيو» ليس مجرد حساب أو بطاقة ائتمانية أو محفظة رقمية فقط، إنما هو بنك متكامل الخدمات يقدم مجموعة واسعة من المنتجات المصرفية للأفراد من خلال الأجهزة الذكية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©