عدد اليوم
أشرف جمعة (أبوظبي)
تجسد الحرف التراثية روح الموروث الشعبي الأصيل بعبقها الممتع وطرائقها اليدوية الخالصة، والتي تشع على بساط الموروث في «السمحة التراثي» التاسع الذي يستمر حتى 25 من نوفمبر الجاري، وهو ما أتاح للعديد من الزوار أن يشاهدوا بشكل حي لمسات الجمال الباهر للحرفيات التراثيات والحرفيين في المهرجان الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات.
حرف الماضي
يقول مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، سعيد علي المناعي: «يمضي قطار المهرجان نحو محطات الموروث المتنوعة، ويخلق حالة من الصفاء بين الزوار، لكون المفردات التراثية تزدهي بين الأروقة، وإن متابعة عمل الحرفيات والحرفيين التراثيين من أبرز الأنشطة التي يألفها الجمهور، خصوصاً أن الحرف القديمة تتميز بخصوصيتها، وقدرتها على بث روح الحماس في نفوسهم.
ويشير إلى أن المهرجان منذ انطلاقه يحتضن هذه الحرف، ويقدمها للجمهور، بهدف تعزيز ارتباط الأجيال بعناصر مهمة من الحياة القديمة ومن ثم تقديمها بشكل عملي، يبرز قيمة التفاعل مع مفردات أصيلة في التراث، وقد بلغت حفاوة الجمهور ذروتها في ظل اتساع أنشطة المهرجان ومن ثم الرعاية المتواصلة من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الراعي الرئيس، وسط حفاوة أهالي المنطقة بالفعاليات والأنشطة.
وبدوره يشير متعب المزروعي، ممثل «الإمارات العالمية للألمنيوم»، إلى أن المهرجان قدم وجبة تراثية غنية بكل عناصر الموروث، وأن ركن الحرف التراثية استقطب أبناء السمحة الكبار والصغار، كما أن المشاركة في فعاليات الاحتفال بهذا المهرجان تحافظ على تقليد سنوي يجمع أهالي المنطقة على الموروث، لاستعادة ماضي الآباء والأجداد.
أشغال الزينة
في أحد الأركان المخصصة لعرض نماذج من الأعمال اليدوية، كانت ظبية سعيد الرميثي تصنع خيوط التلي على الكاجوجة بمهارة فائقة، وتستعمل بكرات من خيوط الحرير الصافي الذي يضفي الأناقة على الملابس النسائية التي تتزين بالتلي، ويصبح لها شكل متميز، خصوصاً أن خيوط التلي تستخدم في تطريز الملابس في زمن الآباء والأجداد، وأن هذه الحرفة لا تزال موجودة لكونها من أشغال الزينة المعروفة في الدولة، حيث يتم تزيين ملابس النساء عند أكمام الثوب ورقبته.
قطع فنية
وأمام آلة السدو التقليدية، كانت ظبية الرميثي تباشر عملها بإتقان، وهي تنسج قطعاً فنية، لافتة إلى أن السدو يشبه النول لكنه يختلف في طريق الإنتاج، خاصة أنه يتم الغزل من القطن أو الصوف ليتكون نسيج يشكل بطريقة تقليدية، وتلفت إلى أن السدو حرفة شعبية تعد من أنواع النسيج التقليدي المشهور في البيئة العربية، ويستخدم وبر الجمل أو شعر الماعز أو صوف الغنم لحياكته، وأن الحرفيات يستطعن أن ينسجن منه خياماً ومفارش للأرضيات، والكثير من الأشكال والأحجام.
مشغولات يدوية
ولا تخفي عفراء المنصوري أنها تعمل في مجال الحرف التراثية منذ الصغر، وأنها تشعر بسعادة عندما تنقل خبراتها للجيل الحالي، مشيرة إلى أنها تُشكل من الخوص بعض الأشياء التي كانت تستخدم في البيوت قديماً، والتي لا تزال تحتفظ بحضور خاص في هذا العصر، نظراً للمهرجانات التراثية التي تشجع أصحاب الحرف اليدوية على البوح بأسرارها.
بيئة الماضي
في ركن البيئة البحرية كان المدرب التراثي في نادي تراث الإمارات بدر محمد علي يقدم ورشة للصغار في المهرجان عن صناعة شباك الصيد بالطرق التقليدية، خصوصاً أن هناك أنواعاً كثيرة من الشباك، فضلاً عن الشباك التي تستخدم للصيد، ويلفت الطفل حميد النقبي 9 سنوات أنه استفاد من هذه الورشة التي استمع فيها مع الحضور من خلال شرح وافٍ للحرف البحرية، وتعرف إلى صناعة القراقير، وغيرها من الأنواع الأخرى، خاصة شباك الصيد التقليدية، موضحاً أن المهرجان يقدم سيرة الآباء والأجداد بشكل متقارب لبيئة الماضي.
