قدم لنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في رواية «بيبي فاطمة وأبناء الملك»، فناً فريداً في مزج البحث التاريخي بالرواية الموثقة، وليست الحكاية التي يكون معظمها من نسيج الخيال المدعوم بمكان في المدينة، أو الرواية التي ترتكز أكثر على مسؤولية الكاتب عن جلب خياله ليقارب روح المكان أم المدينة.
وقدم لنا أيضاً نصاً تاريخياً بحثياً وموثقاً بالمراجع والتواريخ وأسماء حقيقية صنعت الأحداث عاشتها واقعاً وفعلاً مبنياً على التخطيط والعمل على صنع الحياة وتسيير أمور الناس والمكان.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مزج بين الحقيقة التاريخية، وتقديم المعلومة والمعرفة في صيغة روائية جميلة.
بالتأكيد سوف يقف القارئ أمام هرمز، حياتها وموانئها، وعجيب ما كانت تفعله من دور عظيم في حياة المحيط المكاني، والأثر الواضح في لعب دور شريان الحياة وصناعة الأحداث.
يقدم لنا صاحب السمو حاكم الشارقة في روايته عن هرمز بأنها محطة وموقع مزدهر بالحياة ووفرة الغذاء، بل حتى أنها تزخر بالفواكه والخضراوات والحياة الجميلة، ويوجد بها في عز ازدهارها الأمن والسلام والحرية المطلقة للناس جميعاً على مختلف أجناسهم ومذاهبهم ودياناتهم، أمر عجيب في ذلك الزمن الذي كانت فيه بعض البلاد والأمكنة لا تتوافر فيها الحياة الهانئة والرخاء.
تقول الرواية أيضاً، إنها كانت إضاءة ومحطة للحرية والسلام، تذكرت مدينة دبي في قديمها، فعلى الرغم من أنها مدينة ساحلية ليس بها من الزراعة أو الإنتاج النباتي أو الحيواني شيء، ولكنها كانت محطة مهمة على ضفاف الخليج العربي تمتع فيها الناس بالحرية والاختلاف والتنوع مثلها مثل بعض مدن الخليج، ومنها البحرين مثلاً.
المهم أن رواية «بيبي فاطمة وأبناء الملك» تحتاج لقراءة أخرى، وحكاية هرمز وحدها مثال رائع على أن التغيرات التاريخية قد تصنع من بعض الأمكنة شيئاً عظيماً، وقد تسلبها جمالها وخصوصيتها.