يتوقف المرء أمام دلالات الكم الهائل من المشاهدة والمشاركة لوسم «خيانة وطن» على موقع التواصل الاجتماعي«تويتر» مؤخراً، والذي فاق 165 مليون مشاهدة ومشاركة، ليعبر عن متانة اللحمة الوطنية، والتفاف أبناء الإمارات حول قيادتهم، في وقفة رجل واحد بوجه أعداء الوطن المتاجرين بالدين، من أتباع التنظيم الإخواني الإرهابي المدحور. كانت شرارة الجذوة التي تجدد معها هذا الموقف المشرف والمعهود من أبناء الإمارات وأشقائهم في كل مكان، فيلماً تسجيلياً يحمل الاسم ذاته نشره موقع «فرسان الإمارات»، وعرض حقائق جديدة ومهمة عن«التنظيم الإرهابي»، وكيف حاول التغلغل في نسيج المجتمع الإماراتي ودوائر ومؤسسات الدولة، وحتى في أوساط الجمعيات الخيرية، مستغلاً ارتباط أهل البلاد القوي بدينهم، وحرصهم على عمل الخير ومساعدة المحتاجين. وقد كشفهم الله، وسوء ما كانوا يدبرون، ونالت منهم يد العدالة، بفضل من الله ويقظة رجال الأمن، لتقول عدالة الإمارات كلمتها وقولها الفصل فيهم، وفي تنظيمهم المأفون الذي أمرت بحله وحظره. كان ذلك التفاعل صورة من صور ومظاهر الالتفاف ووحدة الصف الوطني في وجه مزاعم وأفكار وأعمال أولئك الذين زينت لهم أوهامهم ونفوسهم المريضة أنهم قادرون على المساس بوحدة هذا الوطن أو النيل منه، خاصة وأننا نسمع بين فترة وأخرى بعض الفارين من وجه العدالة الذين ينعقون كالبوم من الخرائب يطلقون أراجيفهم وأكاذيبهم حول عدالة الإمارات، وهي مزاعم تتجدد كلما قال قضاؤنا العادل كلمته بحق كل تحالف وتآمر على الوطن. ويعبر هذا التفاعل الكبير والواسع عن تعطش الساحة المحلية للمزيد من الأعمال الوثائقية في إعلامنا لتعرية المتآمرين الذين استهدفوا وطن الخير والعزة بمؤامراتهم ومخططاتهم الدنيئة. ونستعيد ذلك النجاح الكبير للمسلسل التلفزيوني«خيانة وطن» الذي عرضه تلفزيون أبوظبي رمضان الفائت، وحجم الإقبال عليه من جمهور المشاهدين الذين لم يكونوا ليتصوروا في يوم من الأيام أن يخرج حفنة من المحسوبين على الإمارات ليمضوا في طريق التآمر عليها للنيل من أمنها واستقرارها، وتسويق مغامراتهم التي لم تؤد سوى للخراب والدمار وبحور الدماء في مجتمعات وجد فيها «إخوان الشيطان» موطئ قدم لهم، وهي غير بعيدة، وضمن عالمنا العربي. هذه الإضاءات الإعلامية مهمة للغاية لتبصير الأجيال، وبالذات الشباب للتصدي للأفكار المسمومة والأكاذيب التي يروج لها أعداء الوطن، وتسهم في تعزيز الوعي الوطني.