أصحاب الهمم، هم القمم والشيم، هم، هم موجة الحقيقة، هم النار على رأس العلم، هم المهجة والنوايا، هم الحبر والقلم، في بلد تضع الناس جميعاً في رأس الأولويات، في بلد تقود المسيرة بنجومها وغيومها، وتخومها، لابد أنها تكون الدولة الاستثنائية، ولابد أنها ستمسك بتلابيب الحقيقة من أجل الحق واستحقاق ما تخبئه الطبيعة من وفرة وثروة، ومن شعاع الشمس وضوء القمر، ومن نثه من السماء على صدر ونحر، ومن فجر يشق عباب الماء لتصل التغاريد إلى من يهمه أمر النشوء والارتقاء من دون سغب أو شقاء. هكذا بلد يعتني بالأكتاف ليعتلي صدر السفينة، لابد أنه سيكون عند شغاف الأفق، وبتدفق يخترق التضاريس، بعشق مبدأه الشوق والتوق وصفاء الحدق، هكذا بلد يجدف الوجد وجوداً، يجدد فيه جديده، ويذهب بالأشواق نحو شريحة هي من أهم الشرائح، هي شريحة أصحاب الهمم، هؤلاء عباقرة في ذواتهم، أفذاذ في دواخلهم، جهابذة في عطائهم، متى ما سارت الرياح، كيف ما تشتهي السفن، لأن في الصدر مضغة، أصلها من طين الوطن، وجوهرها من ذات العطاء الرباني، وإطلاق هذا الاسم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يأتي من إيمان سموه بالإنسان، لم يخلقه الله عبثاً، وإنما لهدف أسمى مما يظن الجاهلون، ولكل إنسان وظيفة في هذه الحياة، ولكل إنسان هدف، إذا ما أطلق سراح الكامن أصبحت الطريق مفتوحة لتحقيق الأهداف، وأصبحت الوظيفة مكاناً لتسييل الماء في العروق كي ترتوي أشجار الطموحات، وكي تبني الطيور أعشاشها في أعالي الأغصان، لتصبح في الفضاء دائماً، وتصبح في العلا في كل حين. أصحاب الهمم هؤلاء بالإرادة يرسمون لوحة الأمل، وبالإرادة ينسجون قماشة الفرح، وبالإرادة هم جزء لا يتجزأ من أفراد المجتمع، وبالإرادة تزهر حقول الحياة بعيون الذين لمعت ببريق السعادة، ووجوه الذين افترشت الأمنيات سجادة العطاء، من دون نقص أو نكوص، ومن دون إحباط أو انغماس في العبوس، لأن الحياة في الإمارات دورة كاملة، في أفلاكها تدور الكواكب والنجوم، من دون كسل أو وجل أو كلل أو خلل أو زلل، وهكذا هي الدنيا لم تخلق لتتوقف عجلات المركبات الحية، وما عدا ذلك فإنه النشاز، والإمارات دوماً مختلفة ومتميزة برؤية قيادتها الرشيدة.