الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بلومبرج»: «بي إن سبورت» القطرية تهدد البطولات الكبرى في العالم

«بلومبرج»: «بي إن سبورت» القطرية تهدد البطولات الكبرى في العالم
15 نوفمبر 2018 00:11

دينا محمود (لندن)

أكدت وكالة «بلومبرج» الأميركية للأنباء أن شبكة «بي إن سبورت» الرياضية التلفزيونية المملوكة للنظام القطري، باتت تشكل تهديداً خطيراً للبطولات الكبرى في العالم بأسره، بعد ما لوح مسؤولوها بتقليص المبالغ التي يدفعونها مقابل الحصول على حقوق البث المباشر للمنافسات الجارية في إطار هذه المسابقات.
وفي تقريرٍ مطولٍ أعده دافيد هالير ومحمد سيرجي، شددت الوكالة على أن إقدام الشبكة -المتورطة في ممارسات احتكارٍ واسعة النطاق- على تنفيذ هذا التهديد، سيشكل «ضربةً لا يُستهان بها لبعض من أكثر بطولات العالم اكتنازاً بالأموال».
وأشارت الوكالة الأميركية المرموقة في هذا الشأن إلى استحواذ الشبكة القطرية بشكلٍ يخالف كل قواعد المنافسة العادلة، على البث الحصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمباريات بطولاتٍ مثل: كأس العالم المقبلة لكرة القدم المقررة عام 2022، والدوري الإنجليزي الممتاز للكرة «البريمير ليج»، بجانب بطولة «ويمبلدون» للتنس التي تُقام سنوياً في ضاحيةٍ تحمل الاسم نفسه جنوبي العاصمة البريطانية لندن، فضلاً عن بطولة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين «إن بي آيه».
وللدلالة على ضخامة الأموال التي يخصصها «نظام الحمدين» لاحتكار البطولات الرياضية الكبرى في محاولةٍ جوفاء لاستعراض القوة، قالت الوكالة -ذات المكانة المتميزة على صعيد تغطية أخبار المال والأعمال- إن قيمة صفقة الاستحواذ على بث «البريمير ليج» وحدها تصل إلى 140 مليون دولار للموسم الواحد، أي ما يُقدر بـ10% من الإيرادات التي تُدرها هذه البطولة من كل دول العالم باستثناء بريطانيا، وذلك وفقاً لدورية «سبورت كال» الرياضية المتخصصة في تناول ملفات حقوق بث المسابقات والمنافسات المختلفة.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن مسؤولي «بي إن سبورت» -التي كانت تحمل في السابق اسم «الجزيرة» الرياضية- يزعمون أن تهديداتهم بتقليص المبالغ التي يعتزمون دفعها لشراء حق بث البطولات الكبرى أو لتجديد هذا الحق، يعود إلى ما يعتبرونه قرصنةً تمارسها شبكةٌ منافسةٌ بدأت تُلحق بالشبكة القطرية خسائر لا يُستهان بها.
ولفتت الوكالة الإخبارية الأميركية الانتباه إلى المحاولات التي تقوم بها الشبكة التلفزيونية المملوكة لـ«نظام الحمدين» لتسييس هذا الملف، عبر ترديد مزاعم من قبيل أن القناة الرياضية المنافسة لها -التي تحمل اسم «بي أوت كيو»- تابعةٌ للسلطات السعودية، وذلك رغم النفي القاطع لتلك الادعاءات من جانب الرياض، وعدم تقديم الدوحة أي دليل تثبت به صحة افتراءاتها ضد المملكة في هذا الشأن.
وتحاول «بي إن سبورت» عبر تهديداتها الأخيرة ابتزاز الاتحادات المسؤولة عن اللعبات الرياضية الرئيسة في العالم، لدفعها لاتخاذ إجراءاتٍ ضد «بي أوت كيو» التي سبق أن شددت السلطات السعودية على رفضها لإقدامها على بث بعض مباريات كأس العالم الأخيرة التي أُقيمت في روسيا بشكلٍ غير قانوني.
وقالت «بلومبرج»، إن الشبكة القطرية فشلت في مساعيها لدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لاتخاذ إجراءاتٍ أكثر حزماً في هذا المجال، بعد بث جانبٍ من لقاءات المونديال الروسي على شاشة القنوات المملوكة لشركة كوبية كولومبية تقول إنها تحارب احتكار المنافسات الرياضية.
وتشكل قنوات «بي إن سبورت» الذراع الرياضية لشبكة «الجزيرة» القطرية الموصومة بالترويج للأكاذيب وإفساح المجال لدعاة العنف والكراهية وقادة التنظيمات الإرهابية. ويقول مراقبون، إن مزاعم مسؤولي هذه الشبكة ضد الرياض تندرج في إطار حملة التضليل التي يطلقها «نظام الحمدين» ضد الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، التي تفرض ضده تدابير صارمةً منذ منتصف العام الماضي.
وبحسب تقرير «بلومبرج»، يُنحي القائمون على «بي إن سبورت» بالمسؤولية عن الخسائر التي تتكبدها شبكتهم، على «بي أوت كيو»، قائلين إن أنشطة تلك الشبكة قلصت الأرباح التي كانوا يحصلون عليها من وراء بث مباريات البطولات الرياضية الكبرى.
وفي إشارةٍ إلى جسامة تلك الأضرار، نقلت الوكالة الإخبارية العالمية عن المسؤولين عن الشبكة الرياضية القطرية قولهم إنهم تنازلوا بالفعل عن حق بث الموسم المقبل من دوري كرة القدم الإسباني «لا ليجا» لشركة «تليفونيكا إس آيه». كما أشار هؤلاء المسؤولون إلى أن شبكتهم قد لا تقدم عرضاً للحصول على حق بث البطولات الرياضية في بعض دول منطقة الشرق الأوسط التي تحظى فيها «بي أوت كيو» بنسبة مشاهدةٍ عالية.
وفي تصريحاتٍ لـ«بلومبرج» أقر توم كيفني المدير العام لـ«بي إن سبورت» في منطقة الشرق الأوسط بأن شبكته ستقلص عروضها المقبلة لشراء حقوق بث المسابقات والمنافسات الرياضية.
وشددت الوكالة الأميركية المرموقة على أن أنشطة «بي أوت كيو» أدت إلى تقليص إيرادات الشبكة القطرية المثيرة للجدل، بنسبةٍ لا تقل عن 17% من العائدات التي كانت تتوقعها خلال العام الجاري.
ونسبت «بلومبرج» لـ«دانييل مرخام» المدير المسؤول عن قسم المضمون الرياضي في «بي إن» قوله إن الشبكة جددت بالفعل حق بث بعض البطولات بخصمٍ بلغت نسبته 50%.
وكانت وسائل إعلام غربية قد قَدّرت خسائر «بي إن سبورت» بسبب أنشطة «بي أوت كيو» بمئات الملايين من الدولارات، وهو ما يزيد من مأزق الشبكة القطرية التي يُتهم رئيسها ناصر الخليفي بالضلوع في ممارسات فساد واسعة، بعضها مرتبط بحصول الدوحة بشكلٍ مثيرٍ للشبهات على حق تنظيم المونديال الكروي المقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©