في مجلسه الأسبوعي الذي يلتقي فيه المواطنين وأعيان البلاد والمسؤولين من مختلف القطاعات، وكذلك يلتقي ضيوف الدولة كل يوم اثنين في أبوظبي، فاجأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ضيوفه بطلب الميكروفون وأخرج ورقة وقال: «لدي موضوع قلت أقرأه عليكم لأنه من المواضيع التي أفتخر بها». وقرأ سموه نص الرسالة الموجهة إليه من مجموعة «نايل وبن حرمل» التي يملكها رجلا الأعمال نايل راشد الشامسي وسعيد بن حرمل الظاهري، عرضا فيها استعدادهما كشركة وطنية للتبرع للمشاريع التي تقوم بها الدولة في الصومال وأفريقيا، وجاهزية شركتهما للقيام بأي مشاريع، وتقديم الدعم العيني والمادي وبأسرع وقت. هذه المبادرة الوطنية والأخلاقية والإنسانية من رجلي الأعمال قابلتها ردة فعل جميلة من الشيخ محمد بن زايد الذي لم يكتفِ بتقديم الشكر لرجلي الأعمال، إنما ولعمق وصدق فرحته لهذا الصنيع وبهذه المبادرة حرص سموه على الإشادة بهما على الملأ - الأمر الذي قد يكون فاجأهما شخصياً - لأنه كان أمام ضيوف سموه الحاضرين في المجلس ومن ثم الإعلان عن هذه المبادرة للجميع. إن إشادة الشيخ محمد بن زايد بهذه المبادرة لا تتعلق بالدعم المادي الذي ستقدمه هذه الشركة الوطنية - فصحيح أن الدعم مهم وسيكون مفيداً جداً - لكن الأهم هو الروح الوطنية والإنسانية التي دفعت الرجلين إلى القيام بهذه المبادرة والمشاركة في تحمّل المسؤولية مع دولتهم وحكومتهم وتجاه مسؤولياتها الخارجية، وهذا كما قال الشيخ محمد بن زايد يكشف معدن عيال زايد الأصيل الذين يتفهمون دورهم ويقدرون دور قيادة بلدهم، وبالتالي يكونون سعداء بالمشاركة بأي دور يخدم سياسة الدولة وأهداف القيادة فيها. يحق لنا كما قال الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، أن نفخر بهذه النماذج التي تُقبل على العطاء بلا تردّد، وبلا مقابل أو ثمن، فقبل ذلك رأينا نماذج مشرفة من رجال الأعمال قاموا بتأسيس صندوق للوطن للأجيال للمشاريع وللمستقبل، صندوق يقبل كل من يريد أن يساهم في الخير. وهذه المبادرة تؤكد من جديد أن النماذج المشرّفة والقدوات الحسنة في الإمارات كثيرة، كما تؤكد أن من لديه الرغبة الصادقة والحقيقية في دعم المشاريع الوطنية والتنموية والخيرية والإنسانية فإن الطريق أمامه والمجالات متنوعة. سواء داخل الدولة، أو خارجها، فيد الإمارات ممدودة للجميع، وخير الإمارات لا توقفه حدود ولا ترده شروط.