ميسون صقر ليست شاعرة، وإنما راوية تدخل إلى هذا الفن من باب مسؤولية الكتابة، فهي لا تبحث عن اسم أو مكان لها، أو الدخول إلى عالم الكتابة المنهمرة من دون مضمون، خاصة عند الكثير من كاتبات الخليج العربي، في ظل الاحتضان والاهتمام بكتابة المرأة ليس إلا، كما حصل عند بدايات ظهور رواية المرأة في الجزيرة العربية والخليج العربي على وجه الخصوص، هذه حالة بالتأكيد لن تستمر، والروايات التي تحكي عن ذات الكاتب - الكاتبة أو الغراميات سوف يأتي يوم ويظهر نقاد منفكون من ذكوريتهم ومجاملاتهم للعنصر الأنثوي، وتكون أعمالهم من أجل الرواية وصدق النص، ضرورية هذا المدخل لأقول، إن ميسون صقر، ومنذ أن عرفنا كتاباتها الشعرية وأعمالها الأدبية مثلاً «البيت»، وأعمال كثيرة تبحث عن تقديم رؤيا، وتحمل هماً مجتمعياً. ورواية «في فمي لؤلؤة»، هي حكاية ساحل الخليج العربي، الإنسان الذي كافح وجاهد في أزمنة التعب والقحط والعوز، كانوا رجالاً للبحر والبر يقودهم إصرار على العيش بكرامة مهما قست عليهم الظروف، وجار عليهم الزمن. الرواية تقدم بوضوح البعد الفكري، والرؤيا، والرؤى عند ميسون صقر واهتمامها بأن تقدم رواية تتحدث عن الغواصين والبحارة، وكيف صنعوا الحياة لهم ولأحفادهم الذين تشرق سواعدهم بالعمل والكد والكفاح من أجل حياة كريمة، كلنا نعرف ميسون صقر ومكانتها الاجتماعية والعائلية في منطقة الخليج العربي والعالم العربي، ولكن شهادة لله، أنها دائماً تتحدث بروح الكاتب والشاعر والفنان الذي تشرب روح العروبة وروح الإبداع والفن. تتحدث الرواية عن النوخذة والبحارة، ودور كل فرد في حياة السفينة والبحر، تقدم بصدق وما يعرفه أهلنا البحارة، حيث ليس بالضرورة أن يكون النوخذة عادلاً ومنصفاً وصاحب قلب كبير، بل إن الكثير منهم يمثل الإقطاعي، والجلاد، والظالم المستغل لحاجة الناس للرزق، هذه الصورة كثيراً ما ترسم للنوخذة بأنه شجاع وعظيم. ميسون صقر تكون أكثر وعياً وفهماً وإدراكاً لحقيقة ما يعرفه أهل البحر وتنقل بصدق، ليس بالضرورة أن النوخذة صاحب ضمير، وإنما هو شيء آخر.