بعد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية هل تقترب فرنسا من سيناريو الانتخابات الأميركية الأخيرة؟ اليمين الفرنسي يقترب من قصر الإليزيه، لوبان التي استبعد البعض وصولها للدور الثاني تصل وتتنافس مع إيمانويل ماكرون على الفوز برئاسة فرنسا.. فمن الذي سينتصر في النهاية؟ رجل السياسة الشاب، الذي لا علاقة له بالأحزاب السياسية التقليدية في فرنسا، أم اليمينية ماري لوبان التي نجحت رغم الفضائح ومحاولات إبعادها؟ في الانتخابات الأميركية تخوّف العرب من فوز دونالد ترامب، بسبب تصريحاته ضد المسلمين والعرب، ولوبان معروفة أيضاً بمواقفها العدائية للعرب والمسلمين والمهاجرين بشكل عام، ولا يقبل بها الفرنسيون من أصول عربية أو مسلمة، فهي التي تدعو إلى ترحيل كل المقيمين في فرنسا بصفة غير قانونية فوراً، وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملاً ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة، أو الرحيل حتى لو كانوا مقيمين بطريقة شرعية.. فضلاً عن موقفها المؤيد لبشار الأسد في سوريا واعتباره «حلاً يدعو للاطمئنان»! أما ماكرون الوسيم فتبدو مواقفه أقل حدّة، فهو يرى أن فرنسا ارتكبت أخطاء في بعض الأحيان باستهداف المسلمين بشكل غير عادل، ويؤكد ضرورة عدم ربط الإرهاب بالإسلام، كما تعهد بالنظر في طلبات اللجوء.. لكنه في الوقت نفسه لا يبدو أفضل في مواقفه مع دول الخليج العربي، فقد توعّد في حال فوزه بانتهاج «سياسة سلبية مع بعض دول الخليج». من الواضح أن الخوف من لوبان دفع الساسة الأوروبيين إلى دعم ماكرون، وهو أمر يشبه ما حدث مع هيلاري كلينتون بعد تنافسها مع ترامب، وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل العالم أمام النسخة الفرنسية من الانتخابات الأميركية، خصوصاً أن الولايات المتحدة التزمت الحياد، ولم تعلق إلى الآن على نتائج المرحلة الأولى من هذه الانتخابات وترشح لوبان وماكرون، بعكس الاتحاد الأوروبي وألمانيا التي هنأت ماكرون بعد تصدره المرحلة الأولى. استطلاعات الرأي الفرنسية تتوقع أن يكتسح ماكرون في الجولة الثانية، ولكن بالنسبة لنا كمراقبين لا يمكن أن نقع مرة أخرى في فخ الاستطلاعات بعد السقطة الكبيرة لمراكز استطلاعات الرأي في انتخابات الرئاسة الأميركية، والتي كانت توقعاتها معاكسة للنتيجة النهائية للانتخابات، وكل ما سيحدث الآن هو الانتظار والترقب حتى يوم السابع من مايو المقبل، حيث المرحلة الثانية للانتخابات، وبعدها سيكون العرب والعالم أمام النتيجة الواقعية وعليهم التعامل معها، وهذه المرة أي من المرشحين لن يستبعد من فرص الفوز، وعلى الفرنسيين العرب أو الدول العربية أن يكونوا مستعدين للتعامل مع الواقع الذي ستفرضه صناديق الاقتراع.