الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المتحف مركز للهويات القديمة ومخزن للذاكرة والتاريخ

المتحف مركز للهويات القديمة ومخزن للذاكرة والتاريخ
12 نوفمبر 2018 01:16

فاطمة عطفة (أبوظبي)

بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتأسيس اللوفر أبوظبي، وبالتعاون مع مدرسة اللوفر، استضاف المتحف أول من أمس ندوة استمرت على مدى يومين بعنوان «في رحاب اللوفر»، شارك فيها نخبة من كبار المسؤولين والخبراء المتخصصين في علم المتاحف المعاصر، تخللتها مجموعة من المحاضرات والجلسات الحوارية التي أظهرت أهمية هذا المتحف، بوصفه أول متحف كوني في العالم العربي. وبعد انضمامه حديثاً إلى المجتمع العالمي للمتاحف، سيسلط المتحف الضوء على هذه الركائز القائمة على تاريخ الفن وتاريخ المتاحف ليناقش مساهمته، وعلى نطاق أوسع، في عالم المتاحف في عصر العولمة.
وجاءت الجلسة الأولى، بعنوان «المتاحف والعولمة»، وكان المتحدثون فيها كل من محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وجون لوك مارتينيز، رئيس متحف اللوفر- باريس، فرنسا، وجيمس كونو الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة جي بولغيتي تراست- لوس أنجلوس، وهارتويغ فيشر، مدير المتحف البريطاني- لندن، وأدار الجلسة مانويل راباتيه مدير اللوفر- أبوظبي، وتبعتها الجلسة الثانية «المتحف والعولمة الجزء الثاني» تحت عنوان «دراسات على المستوى العالمي»، قدم فيها جيمس كونو عرضاً مفصلاً عن القطع الأثرية من تاريخ سوريا، وكيف كانت أقوى الإمبرطوريات قبل الميلاد، مع استعراض بعض القطع الأثرية حيث كان الملوك في منطقة بلاد الشام يزينون بيوتهم بالمنحوتات، وذلك بهدف تخليد القائد وانتصاراته. واستعرض بعض القطع من تاريخ تلك البلاد، ومنها لوحة الثيران المجنحة، وتمثال لأسير يجره الحرس عندما انتصر القائد وقام بأسره، ولوحة أخرى تمثل أحد القادة العسكريين وهو يحاصر إحدى المدن، مشيراً إلى تدمير سوريا سنة 612 قبل الميلاد على أيدي البابليين، عارضاً بعض اللوحات التي تشير إلى سقوط تلك الملكيات وقاموا بمسح كل تاريخها، مبيناً أن علماء الآثار البريطانيين عادوا إلى اكتشاف تاريخ الإمبراطورية السورية التي كانت أكبر إمبراطورية بالعالم.
ومن جانبه، تناول هارتويغ فيشر في كلمته الآثار بالعراق، موضحاً أنها دمرت أيضاً عبر الحقب الزمنية وجرى تجميعها بعد إنشاء المتحف الوطني وقيام عمليات التنقيب عن الآثار عقب حرب الخليج، ولكن هذا المتحف أصابته خسائر ضخمة بعد تدمير الموصل من قبل إرهاب داعش.
أما جان لوك مارتينيز، رئيس متحف اللوفر في باريس، فقد أجاب، عندما تساءل بعض الفرنسيين كيف لمتحف اللوفر أن يكون عالمياً؟، قائلاً: إنه كان بمثابة مركز للهويات القديمة، والفن الفرنسي والهوية الوطنية، ثم تطرق إلى العلاقة بين متحف اللوفر باريس وبين متحف اللوفر أبوظبي، قائلاً: إن المتحف في باريس أسس استجابة لمعرفتنا بماضينا، وكان من قبل يحمل اسم متحف نابليون، حيث أصبح وقتها مرتبطاً بالسلطة، وليس بالهوية، وكان يعرض مجموعة قديمة من بداية القرن الثامن عشر، ثم تطورت هذه القطع بهدف البحث الأكاديمي، كما جرى على نهر السين، والمجموعات الملكية واليونانية، إلى جانب المعروضات المصرية القديمة، لأن مصر كانت أيضاً مهمة بالنسبة لأوروبا، خاصة الفنون التوراتية. وأضاف موضحاً أن العلاقة بين اللوفر أبوظبي واللوفر باريس هي نتيجة لتطور الإرادات في جميع الأعمال، وتدريب الفنانين على الشغل في علوم الآثار ما قبل التاريخ وتقدم العلوم الفرنسية في دراسة جميع الحضارات التي تم اكتشاف آثارها وتطوير دراساتها. واختتم مارتينيز لافتاً إلى أن الرغبة في التعاون الثقافي والإرادة التي تجمع بين أبوظبي وباريس هي التي أوصلتنا إلى أن يكون اللوفر متحفاً عالمياً.
هذا، وتابعت جلسات الندوة برنامجها الغني بالمعلومات. وقد تحدثت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والتراث، فعبرت عن سعادتها بأن تقف مع هذه الكوكبة من الخبراء في التاريخ والآثار العالمية احتفالاً بالعيد الأول لمتحف اللوفر أبوظبي، وأضافت معاليها قائلة: «هذه المفخرة المعمارية نعتز أن تكون هنا في خليجنا، وأن تكون وجهة للسياحة الثقافية»، مؤكدة أن الثقافة هي التي تجمع الشعوب وتنمي الأوطان، لذلك نحن محظوظون بهذه المنطقة التي تجمع عدداً من المتاحف، وأن يكون متحف أبوظبي وجهة السياحة الثقافية. ثم انتقلت معاليها إلى الحديث عن المتاحف في مملكة البحرين، وبالذات «المتحف الوطني الأول»، قائلة: إنه أقيم على مواصفات عالمية، وسوف نحتفل في 15 ديسمبر بمرور 30 عاماً على تأسيسه، وهو يسلط الضوء على الحقب التاريخية التي مرت بها المنطقة، كما تقوم تجربة المتحف بجميع الأنشطة الثقافية والمعارض الزائرة، وخطتنا أن ننتقل إلى العالم، لأننا نحاول أن نمد الاستثمار بالثقافة، كذلك مد جسور مع القطاع الخاص لتقوية بنية الثقافة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©