يتابع المراقب بإعجاب وتقدير عاليين النجاحات التي تحققت لشركتنا الوطنية شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) رغم التحديات والتقلبات التي شهدتها أسواق النفط والغاز خلال السنوات القليلة الماضية. لأن الأساس صلب ومتين، وهي ثمرة رؤية ثاقبة للقيادة الرشيدة. عند الحديث في هذا المجال، ونعني النفط والغاز -الذي يعد محوراً رئيساً في التطور الكبير الذي شهدته الإمارات في الميادين كافة- لا يمكن إغفال دور شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، التي نمت وتطورت مع قيام الدولة حتى غدت صرحاً وطنياً وأيقونة اقتصاد البلاد ودعامة موارده التي اعتمد عليها، وأدارت قيادتنا الرشيدة هذه الموارد بحكمة. خلال العقود الماضية شهد قطاع النفط والغاز العديد من تقلبات الأسعار؛ نتيجة تطوراتٍ عدة سواء في منطقتنا والعالم، وشهدت معه تراجعاً كبيراً في أسعار النفط، وبعد أن كان سعر البرميل يزيد على المائة دولار هبط إلى ثلاثين دولاراً قبل نحو عامين، وأصبح يراوح في حدود الخمسين دولاراً للبرميل. شركتنا الوطنية التي تستمد حيويتها وديناميكيتها من رؤى قيادتنا الرشيدة تفاعلت مع هذه التغيرات باتخاذ العديد من الخطوات التي كانت مثار إعجاب وتقدير المتابعين، وفي مقدمة ذلك إعلانها عن رؤيتها ورسالتها اللتين تعكسان خططها لاستشراف المستقبل، والعمل على تكريس ثقافة الأداء المتميز، اعتماداً على خبرات كوادرها وتجربتها المتراكمة. ومضت بثقة على طريق دمج الشركات التابعة لها والعاملة في نفس المجال مثل شركتي أدما وزادكو، وشركات أدناتكو وإسناد وإرشاد العاملة في مجال الخدمات البحرية. خطوات تقوم بها كبرى الشركات للاستفادة من تضافر الجهود وتوحيد نقاط القوة لمواجهة التحديات بإيجاد كيانات أكبر وأقوى، كتلك التي جرت بدمج شركتي «آيبيك» و«مبادلة»، وكذلك بنكي «أبوظبي الوطني» و«الخليج الأول». وشهدنا كذلك نجاح شركتنا الوطنية «أدنوك» في إتمام اتفاقيات امتياز شركة أدكو التابعة لها والخاصة بالحقول البرية. وهنا يرصد المتابع التوازن ذا المعاني والدلالات الاستراتيجية بين الشركات المساهمة في الامتياز، وتضم شركات بريطانية، وفرنسية، ويابانية، وكورية الجنوبية، وشركتين صينيتين. كما تابعنا ما أبرمته من اتفاقيات لتخزين النفط في الهند ومذكرة تفاهم للتعاون مع أرامكو السعودية والعديد من الممارسات والإجراءات التي تعبر عن جهد كبير ومبادرات نوعية، تؤكد عراقة شركتنا الوطنية. وتعبر كذلك عن مواكبتها وتفاعلها مع المتغيرات والمستجدات، مما يستوجب منا دعم خطواتها وبرامجها التطويرية لتعزز مكانتها، وترتقي بأدائها، فالنجاح هنا هو نجاح للوطن ورؤية قيادته، وقوة «أدنوك» قوة للاقتصاد الوطني، باعتبارها أيقونته.