في مراكب الخير، مواكب، ومشارب، ونواقب، ومذاهب، والشمس لا تطلع ولا تدلي بخيوط الذهب إلا في السماوات الصافية، والأرض لا تعشب إلا في ظل غيمات متعافية، وهكذا تمضي العاصمة أبوظبي، تضع في كل صباح، في سجل التاريخ منارات وقيثارات ومسارات تذهب بالوطن نحو إضاءات تنير الطريق وتبعث إلى الدنيا صبحاً يتنفس وليلاً لا يعسعس وقلوباً لا توجد وإرادات لا تيأس، إنها اليقظة، وصحوة الأوفياء. وفي تصريحه بعد إطلاق «برنامج تنمية المواهب» أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بأن إطلاق المبادرة يتفق مع جهود أبوظبي في اكتشاف الموهوبين ويثري الموارد ويطلق الطاقات. وفي هذا السياق تذهب القيادة إلى وضع الإنسان في المرتبة الأولى لاهتماماتها وتسخر له جل الإمكانيات، وتضع أدوات النجاح طيعة لخدمته ولإنجاحه والارتفاع به إلى هامات النجوم.. أبوظبي اليوم أصبحت شعلة حولها تلتف قناديل العطاء وبها تشيع الضياء لأجل أن تبقى الإمارات دوماً في منطقة النور، في محيط الأقباس مؤزرة بدعم القيادة، معززة بإيمان الشعب الكريم، بأن بناء الوطن يحتاج إلى سواعد أبنائه ونهضته مرهونة بالانتماء إلى الحقيقة والحقيقة وطن يرعاه مواطنوه وكل من تطأ قدماه على أرضه، هذا البرنامج، طليعي المنطلق، صادق المبادئ والقيم، وبه ومنه سوف يظفر المستقبل بجيل ذات ملكات إبداعية خلاقة، تكون ثمرة هذا البرنامج، والأمم لا ترقى إلا بمبدعيها، والشعوب لا تنهض إلا بعطاء الموهوبين المكللين بقدرات تتجاوز حدود المعقول إلى اللامعقول ومنه تنبثق النتاجات المبهرة والعطاءات المذهلة، والإمارات اعتادت على الإدهاش، بل إن من الدهشة أخذت سمتها وتفردها واستثنائيتها وامتلاكها صهوة الجياد وقوة المعنى ودلالة المراد، إنه البلد الذي هيأ للإنسان أسباب الفوز فأهداها المراكز الأولى. الإمارات بنبل القيادة وأصالتها صنعت للإنسانية واقعاً مثاليته تجاوزت حدود الممكن، ومن الممكن تحدت الإمارات المستحيل، حتى صار في الوعي الإماراتي يداً بيضاء من غير سوء تهب ليثب الإنسان، وتسكب لينبت العشب في كل مكان وتشذب لتبقى الشجرة سامقة، باسقة متناسقة، متألقة، محدقة في وجه النجوم لتضيء فضاء الطير وتنثر الخير وبعقل مستنير تسير الإمارات، وتكتب اسمها على صفحات الموجة في عمق اللجة وفي المهجة بهجة وسرور وحبور، لأننا نعيش في وطن العشاق، وطن الصغير منا فيه عملاق.